صفحة جزء
الفصل الخامس : في فضيلة الصلاة على النبي ، والتسليم عليه ، والدعاء له

[ حدثنا أحمد بن محمد الشيخ الصالح من كتابه ، حدثنا القاضي يونس بن مغيث ، حدثنا أبو بكر بن معاوية ، حدثنا النسائي ، أنبأنا سويد بن نصر ، أخبرنا عبد الله ، عن حيوة بن شريح ، قال : أخبرني كعب بن علقمة ، أنه سمع عبد الرحمن بن جبير مولى نافع أنه سمع عبد الله بن عمرو ] يقول : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : إذا سمعتم المؤذن قولوا مثل ما يقول ، وصلوا علي ، فإنه من صلى علي مرة واحدة صلى الله عليه عشرا ، ثم سلوا لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله ، وأرجو أن أكون أنا هو ، فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة .

وروى أنس بن مالك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : من صلى علي صلاة صلى الله عليه عشر صلوات ، وحط عنه عشر خطيئات ، ورفع له عشر درجات .

وفي رواية : وكتب له عشر حسنات .

وعن أنس ، عنه - صلى الله عليه وسلم - : أن جبريل ناداني ، فقال : من صلى عليك صلاة صلى الله عليه عشرا ، ورفعه عشر درجات .

ومن رواية عبد الرحمن بن عوف ، عنه - صلى الله عليه وسلم - : لقيت جبريل فقال لي : إني أبشرك أن الله - تعالى - يقول : من سلم عليك سلمت عليه ، ومن صلى عليك صليت عليه .

[ ص: 435 ] ونحوه من رواية أبي هريرة ، ومالك بن أوس بن الحدثان ، وعبيد الله بن أبي طلحة .

وعن زيد بن الحباب : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : من قال : اللهم صل على محمد ، وأنزله المنزل المقرب عندك يوم القيامة ، وجبت له شفاعتي .

وعن ابن مسعود : أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة .

وعن أبي هريرة ، عنه - صلى الله عليه وسلم - : من صلى علي في كتاب لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي اسمي في ذلك الكتاب .

وعن عامر بن ربيعة : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : من صلى علي صلاة صلت عليه الملائكة ما صلى علي ، فليقلل من ذلك عبد أو ليكثر .

وعن أبي بن كعب : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ذهب ربع الليل قام فقال أيها الناس ، اذكروا الله ، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة ، جاء الموت بما فيه .

فقال أبي بن كعب : يا رسول الله ، إني أكثر الصلاة عليك ، فكم أجعل لك من صلاتي ؟

قال : ما [ ص: 436 ] شئت . قال : الربع ؟ قال : ما شئت ، وإن زدت فهو خير . قال الثلث ؟ قال : ما شئت ، وإن زدت فهو خير .

قال : النصف ؟ قال : ما شئت ، وإن زدت فهو خير .

قال : الثلثين ؟ قال : ما شئت ، وإن زدت فهو خير . قال : يا رسول الله ، فأجعل صلاتي كلها لك ؟ قال : إذا تكفى ، ويغفر ذنبك
.

وعن أبي طلحة : دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - فرأيت من بشره ، وطلاقته ما لم أره ، فسألته ، فقال : وما يمنعني ، وقد خرج جبريل آنفا ، فأتاني ببشارة من ربي عز وجل : إن الله بعثني إليك أبشرك أنه ليس أحد من أمتك يصلي عليك إلا صلى عليه ، وملائكته بها عشرا .

وعن جابر بن عبد الله ، قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : من قال حين يسمع النداء : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة ، والفضيلة ، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة .

وعن سعد بن أبي وقاص ، من قال حين يسمع المؤذن : وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ، ورسوله ، رضيت بالله ربا ، وبمحمد رسولا ، وبالإسلام دينا غفر له .

[ ص: 437 ] وروى ابن وهب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : من سلم علي عشرا فكأنما أعتق رقبة .

وفي بعض الآثار : ليردن علي أقوام ما أعرفهم إلا بكثرة صلاتهم علي .

وفي آخر : إن أنجاكم يوم القيامة من أهوالها ، ومواطنها أكثركم علي صلاة .

وعن أبي بكر الصديق : الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - أمحق للذنوب من الماء البارد للنار ، والسلام عليه أفضل من عتق الرقاب .

التالي السابق


الخدمات العلمية