صفحة جزء
الفصل السادس والعشرون :

في تفسير غريب هذا الحديث ، ومشكله

قوله : المشذب ، أي البائن الطول في نحافة ، وهو مثل قوله في الحديث الآخر : ليس بالطويل الممغط .

والشعر الرجل : الذي كأنه مشط فتكسر قليلا ، ليس ببسط ، ولا جعد .

والعقيقة : شعر الرأس ، أراد إن انفرقت من ذات نفسها فرقها ، وإلا تركها معقوصة . ويروى : عقيصته .

وأزهر اللون : نيره ، وقيل : أزهر : حسن . ومنه زهرة الحياة الدنيا ، أي زينتها . وهذا كما قال في الحديث الآخر : ليس بالأبيض الأمهق ، ولا بالآدم .

والأمهق : هو الناصع البياض . والآدم : الأسمر اللون . ومثله في الحديث الآخر : أبيض مشرب ، أي فيه حمرة .

والحاجب الأزج : المقوس الطويل الوافر الشعر .

والأقنى : السائل الأنف ، المرتفع ، وسطه .

والأشم : الطويل قصبة الأنف .

والقرن : اتصال شعر الحاجبين . وضده البلج . ووقع في حديث أم معبد وصفه بالقرن . والأدعج : الشديد سواد الحدقة .

وفي الحديث الآخر : أشكل العين ، وأسجر العين ، وهو الذي في بياضها حمرة .

والضليع : الواسع .

والشنب : رونق الأسنان وماؤها . وقيل : رقتها ، وتحزين فيها ، كما يوجد في أسنان الشباب . والفلج : فرق بين الثنايا .

ودقيق المسربة : خيط الشعر الذي بين الصدر ، والسرة .

بادن : ذو لحم متماسك ، معتدل الخلق ، يمسك بعضه بعضا ، مثل قوله في الحديث الآخر : لم يكن بالمطهم ، ولا بالمكلثم ، أي ليس بمسترخي اللحم .

والمكلثم : القصير الذقن .

وسواء البطن والصدر : أي مستويهما .

مشيح الصدر ، إن صحت هذه اللفظة فتكون من الإقبال ، وهو أحد معاني [ أشاح ] ، أي أنه كان بادي الصدر ، ولم يكن في صدره قعس ، وهو تطامن فيه ، وبه يتضح قوله قبل : [ ص: 212 ] سواء البطن والصدر ، أي ليس بمتقاعس الصدر ، ولا مفاض البطن .

ولعل اللفظ : مسيح بالسين ، وفتح الميم ، بمعنى عريض ، كما وقع في الرواية الأخرى . وحكاه ابن دريد .

والكراديس : رءوس العظام ، وهو مثل قوله في الحديث الآخر : جليل المشاش ، والكتد .

والمشاش : رءوس المناكب . والكتد : مجتمع الكتفين .

وشثن الكفين ، والقدمين : لحيمهما . والزندان : عظما الذراعين . وسائل الأطراف : أي طويل الأصابع .

وذكر ابن الأنباري أنه روي سائل الأطراف ، وقال : سائن بالنون ، قال : وهما بمعنى ، تبدل اللام من النون ، إن صحت الرواية بها . وأما على الرواية الأخرى : وسائر الأطراف فإشارة إلى فخامة جوارحه ، كما وقعت مفصلة في الحديث .

ورحب الراحة ، أي واسعها ، وقيل : كنى به عن سعة العطاء ، والجود . وخمصان الأخمصين : أي متجافي أخمص القدم ، وهو الموضع الذي لا تناله الأرض من وسط القدم .

مسيح القدمين : أي أملسهما ، ولهذا قال : ينبو عنهما الماء .

وفي حديث أبي هريرة خلاف هذا ، قال فيه : إذا وطئ بقدمه ، وطئ بكلها ، ليس له أخمص .

وهذا يوافق معنى قوله : مسيح القدمين ، وبه قالوا : سمي المسيح ابن مريم أي لم يكن له أخمص .

وقيل مسيح : لا لحم عليهما . وهذا أيضا يخالف قوله : شثن القدمين .

والتقلع : هو رفع الرجل بقوة .

والتكفؤ : الميل إلى سنن الممشى وقصده .

والهون : الرفق ، والوقار .

والذريع : الواسع الخطو ، أي إن مشيه كان يرفع فيه رجليه بسرعة ، ويمد خطوه ، خلاف مشية المختال ، ويقصد سمته ، وكل ذلك برفق ، وتثبت دون عجلة ، كما قال : كأنما ينحط من صبب .

وقوله : يفتتح الكلام ، ويختمه بأشداقه : أي لسعة فمه . والعرب تتمادح بهذا ، وتذم بصغر الفم .

وأشاح : مال وانقبض ، وحب الغمام : البرد .

وقوله : فيرد ذلك بالخاصة على العامة ، أي جعل من جزء نفسه ما يوصل الخاصة إليه فتوصل عنه للعامة .

وقيل : يجعل منه للخاصة ، ثم يبدلها في جزء آخر بالعامة .

ويدخلون روادا ، أي محتاجين إليه ، وطالبين لما عنده .

ولا يتفرقون إلا عن ذواق : قيل : عن علم يتعلمونه ، ويشبه أن يكون على ظاهره أي في الغالب والأكثر .

والعتاد : العدة ، والشيء الحاضر المعد . والموازرة : المعاونة . وقوله : لا يوطن الأماكن ، أي لا يتخذ لمصلاه موضعا معلوما . وقد ورد نهيه عن هذا مفسرا في غير هذا الحديث .

وصابره : أي حبس نفسه على ما يريد صاحبه .

ولا تؤبن فيه الحرم : أي لا يذكرن فيه بسوء .

ولا تثنى فلتاته : أي لا يتحدث بها ، أي لم تكن فيه فلتة ، وإن كانت من أحد سترت .

ويرفدون : يعينون .

والسخاب : الكثير الصياح .

وقوله : ولا يقبل الثناء إلا من مكافئ . قيل مقتصد في ثنائه ، ومدحه .

وقيل : إلا من مسلم .

وقيل : إلا من مكافئ على يد سبقت من النبي - صلى الله عليه وسلم - له .

ويستفره : يستحقه . وفي حديث آخر في وصفه - صلى الله عليه وسلم - : منهوس العقب ، أي قليل لحمها . وأهدب الأشفار : أي طويل شعرها .

[ ص: 213 ] [ ص: 214 ] [ ص: 215 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية