صفحة جزء
[ ص: 379 ] [ ص: 380 ] [ ص: 381 ] الباب الثاني :

في لزوم محبته - صلى الله عليه وسلم -

الفصل الأول : في لزوم محبته - صلى الله عليه وسلم -

قال الله - تعالى - : قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها [ التوبة : 24 ] الآية .

فكفى بهذا حضا ، وتنبيها ، ودلالة ، وحجة على إلزام محبته ، ووجوب فرضها ، وعظم خطرها ، واستحقاقه لها - صلى الله عليه وسلم - ، إذ قرع - تعالى - من كان ماله ، وأهله ، وولده أحب إليه من الله ، ورسوله ، وأوعدهم بقوله - تعالى - : فتربصوا حتى يأتي الله بأمره [ التوبة : 24 ] .

ثم فسقهم بتمام الآية ، وأعلمهم أنهم ممن ضل ، ولم يهده الله .

حدثنا أبو علي الغساني الحافظ فيما أجازنيه ، وهو مما قرأته على غير واحد ، قال : حدثنا سراج بن عبد الله القاضي ، حدثنا أبو محمد الأصيلي ، حدثنا المروزي ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا ابن علية ، عن عبد العزيز بن صهيب ، عن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ، ووالده ، والناس أجمعين .

وعن أبي هريرة نحوه . وعن أنس ، عنه - صلى الله عليه وسلم - ثلاث من كن فيه ، وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ، ورسوله أحب إليه مما سواهما . وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار .

وعن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - : لأنت أحب إلي من كل شيء إلا نفسي التي بين جنبي .

فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : لن يؤمن أحدكم حتى [ ص: 382 ] أكون أحب إليه من نفسه .

فقال عمر : والذي أنزل عليك الكتاب لأنت أحب إلي من نفسي التي بين جنبي .

فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : الآن يا عمر .

قال سهل : من لم ير ولاية الرسول عليه في جميع الأحوال ، ويرى نفسه في ملكه - صلى الله عليه وسلم - لا يذوق حلاوة سنته ، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه الحديث .

التالي السابق


الخدمات العلمية