مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين

ابن القيم - أبو عبد الله محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية

صفحة جزء
فصل

الدرجة السادسة : استسلام القلب له ، وانجذاب دواعيه كلها إليه ، وقطع منازعاته .

وبهذا فسره من قال : أن يكون العبد بين يدي الله كالميت بين يدي الغاسل ، [ ص: 122 ] يقلبه كيف أراد ، لا يكون له حركة ولا تدبير .

وهذا معنى قول بعضهم : التوكل إسقاط التدبير . يعني الاستسلام لتدبير الرب لك . وهذا في غير باب الأمر والنهي . بل فيما يفعله بك . لا فيما أمرك بفعله .

فالاستسلام كتسليم العبد الذليل نفسه لسيده ، وانقياده له ، وترك منازعات نفسه وإرادتها مع سيده . والله سبحانه وتعالى أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية