مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين

ابن القيم - أبو عبد الله محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية

صفحة جزء
فصل : في بيان تضمنها للرد على منكري تعلق علمه تعالى بالجزئيات

وذلك من وجوه :

أحدها : كمال حمده ، وكيف يستحق الحمد من لا يعلم شيئا من العالم وأحواله وتفاصيله ، ولا عدد الأفلاك ، ولا عدد النجوم ، ولا من يطيعه ممن يعصيه ، ولا من يدعوه ممن لا يدعوه ؟

الثاني : أن هذا مستحيل أن يكون إلها ، وأن يكون ربا ، فلا بد للإله المعبود ، [ ص: 90 ] والرب المدبر ، من أن يعلم عابده ، ويعلم حاله .

الثالث : من إثبات رحمته ، فإنه يستحيل أن يرحم من لا يعلم .

الرابع : إثبات ملكه ، فإن ملكا لا يعرف أحدا من رعيته البتة ، ولا شيئا من أحوال مملكته البتة ، ليس بملك بوجه من الوجوه .

الخامس : كونه مستعانا .

السادس : كونه مسئولا أن يهدي سائله ويجيبه .

السابع : كونه هاديا .

الثامن : كونه منعما .

التاسع : كونه غضبان على من خالفه .

العاشر : كونه مجازيا ، يدين الناس بأعمالهم يوم الدين .

فنفي علمه بالجزئيات مبطل لذلك كله .

التالي السابق


الخدمات العلمية