مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين

ابن القيم - أبو عبد الله محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية

صفحة جزء
قال : وهو على ثلاث درجات . الدرجة الأولى : الإحسان في القصد بتهذيبه علما ، وإبرامه عزما ، وتصفيته حالا .

يعني : إحسان القصد يكون بثلاثة أشياء .

أحدها : تهذيبه علما ، بأن يجعله تابعا للعلم على مقتضاه مهذبا به . منقى من شوائب الحظوظ ، فلا يقصد إلا ما يجوز في العلم . والعلم هو اتباع الأمر والشرع .

والثاني : إبرامه عزما . والإبرام : الإحكام والقوة . أي يقارنه عزم يمضيه ، ولا يصحبه فتور وتوان يضعفه ويوهنه .

الثالث : تصفيته حالا .

أي يكون حال صاحبه صافيا من الأكدار والشوائب ، التي تدل على كدر قصده . فإن الحال مظهر القصد وثمرته . وهو أيضا مادته وباعثه . فكل منهما ينفعل عن الآخر . فصفاؤه وتخليصه من تمام صفاء الآخر وتخليصه .

التالي السابق


الخدمات العلمية