مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين

ابن القيم - أبو عبد الله محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية

صفحة جزء
[ ص: 62 ] فصل

قال : الدرجة الثالثة : قلق لا يرحم أبدا . ولا يقبل أمدا ، ولا يبقي أحدا .

يريد : أن هذا القلق له القهر والغلبة . لأنه ربما كان عن شهود . فإذا علق بالقلب لم يبق عليه حتى يلقيه في فناء الشهود .

" ولا يقبل أمدا " أي لا يقبل حدا ومقدارا يقف عنده . وينقضي به ، كما ينقضي ذو الأمد . فإنه حاكم غير محكوم عليه ، مالك للقلب غير مملوك له .

" ولا يبقي أحدا " أي يلقي صاحبه في الشهود الذي تفنى فيه الرسوم وتضمحل . فلا يبقي معه على أحد رسمه حتى يفنيه . والله أعلم .

ت

التالي السابق


الخدمات العلمية