مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين

ابن القيم - أبو عبد الله محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية

صفحة جزء
فصل

قال : الدرجة الثانية : تمكن السالك ، وهو أن يجتمع له صحة انقطاع ، وبرق كشف ، وضياء حال .

هذه الدرجة أتم مما قبلها ، فإن تلك تمكن في تصحيح قصد الأعمال ، وهذه [ ص: 207 ] تمكن في حال التمكن ، والتمكن في الحال أبلغ من التمكن في القصد .

ويريد بصحة الانقطاع : انقطاع قلبه عن الأغيار ، وتعلقه بالشواغل الموجبة للأكدار ، ومع ذلك فقد حصل لقلبه " برق كشف " يجعل الإيمان له كالعيان ، ومع ذلك فحاله مع الله صاف من معارضات السوى ، فلا يعارض كشفه شبهة ، ولا همته إرادة ، بل هو متمكن في انقطاعه وشهوده وحاله .

التالي السابق


الخدمات العلمية