بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

الكاساني - أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني

صفحة جزء
( ومنها ) تجريد اسم الله سبحانه وتعالى عن اسم غيره وإن كان اسم النبي عليه الصلاة والسلام حتى لو قال بسم الله واسم الرسول لا يحل ; لقوله تعالى { وما أهل لغير الله به } وقول النبي عليه الصلاة والسلام { موطنان لا أذكر فيهما : عند العطاس ، وعند الذبح } ، وقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما جردوا التسمية عند الذبح ; ولأن المشركين يذكرون مع الله سبحانه وتعالى غيره فتجب مخالفتهم بالتجريد ، ولو قال : بسم الله ومحمد رسول الله فإن قال : ومحمد بالجر لا يحل ; لأنه أشرك في اسم الله عز شأنه اسم غيره ، وإن قال : محمد بالرفع يحل ; لأنه لم يعطفه بل استأنف فلم يوجد الإشراك إلا أنه يكره لوجود الوصل من حيث الصورة فيتصور بصورة الحرام فيكره ، وإن قال : ومحمدا بالنصب اختلف المشايخ فيه قال بعضهم : يحل ; لأنه ما عطف بل استأنف إلا أنه أخطأ في الإعراب ، وقال بعضهم : لا يحل ; لأن انتصابه بنزع الحرف الخافض كأنه قال : ومحمد فيتحقق الإشراك فلا يحل .

هذا إذا ذكر الواو فإن لم يذكر بأن قال : بسم الله محمد رسول الله فإنه يحل كيفما كان لعدم شركه .

التالي السابق


الخدمات العلمية