بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

الكاساني - أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني

صفحة جزء
( وأما ) الذي يرجع إلى الأضحية فالمستحب أن يكون أسمنها وأحسنها وأعظمها لأنها مطية الآخرة قال عليه الصلاة والسلام { عظموا ضحاياكم فإنها على الصراط مطاياكم } ومهما كانت المطية أعظم وأسمن كانت على الجواز على الصراط أقدر ، وأفضل الشاء أن يكون كبشا أملح أقرن موجوءا ; لما روى جابر رضي الله عنه { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين أقرنين موجوءين عظيمين سمينين } والأقرن : العظيم القرن ، والأملح : الأبيض .

وروي عليه الصلاة والسلام أنه قال { دم العفراء يعدل عند الله مثل دم السوداوين وإن أحسن اللون عند الله البياض ، والله خلق الجنة بيضاء } والموجوء : قيل هو مدقوق الخصيتين ، وقيل : هو الخصي ، كذا روي عن أبي حنيفة رحمه الله فإنه روي عنه أنه سئل عن التضحية بالخصي فقال : ما زاد في لحمه أنفع مما ذهب من خصيتيه .

التالي السابق


الخدمات العلمية