بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

الكاساني - أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني

صفحة جزء
( وأما ) أول وقت المغرب فحين تغرب الشمس بلا خلاف ، وفي خبر أبي هريرة رضي الله عنه وأول وقت المغرب حين تغرب الشمس ، وكذا حديث جبريل عليه السلام صلى المغرب بعد غروب الشمس في اليومين جميعا ، والصلاة في اليوم الأول كانت بيانا لأول الوقت .

وأما آخره فقد اختلفوا فيه ، قال أصحابنا : حين يغيب الشفق .

وقال الشافعي : وقتها ما يتطهر الإنسان ويؤذن ويقيم ويصلي ثلاث ركعات ، حتى لو صلاها بعد ذلك كان قضاء لا أداء عنده لحديث إمامة جبريل صلى الله عليه وسلم أنه صلى المغرب في المرتين في وقت واحد .

( ولنا ) أن في حديث أبي هريرة رضي الله عنه : وأول وقت المغرب حين تغرب الشمس ، وآخره حين يغيب الشفق ، وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال { : وقت المغرب ما لم يغب الشفق } ، وإنما لم يؤخره جبريل عن أول الغروب لأن التأخير عن أول الغروب مكروه إلا لعذر ، وأنه جاء ليعلمه المباح من الأوقات ألا ترى أنه لم يؤخر العصر إلى الغروب [ ص: 124 ] مع بقاء الوقت إليه ؟ وكذا لم يؤخر العشاء إلى ما بعد ثلث الليل وإن كان بعده وقت العشاء بالإجماع .

التالي السابق


الخدمات العلمية