ثم 
يغسل رأسه ولحيته بالخطمي   ; لأن ذلك أبلغ في التنظيف فإن لم يكن فبالصابون وما أشبهه ، فإن لم يكن فيكفيه الماء القراح 
ولا يسرح لما روي عن 
عائشة  أنها رأت قوما يسرحون ميتا فقالت : علام تنصون ميتكم ؟ ، أي : تسرحون شعره ، وهذا قول روي عنها ، ولم يرو عن غيرها خلاف ذلك فحل محل الإجماع ; ولأنه لو سرح ربما يتناثر شعره ، والسنة أن يدفن الميت بجميع أجزائه ، ولهذا 
لا تقص أظفاره وشاربه ولحيته ، ولا يختن ولا ينتف إبطه ولا تحلق عانته   ; ; ولأن ذلك يفعل لحق الزينة والميت ليس بمحل الزينة ، ولهذا لا يزال عنه شيء مما ذكرنا وإن كان فيه حصول زينة ، وهذا عندنا وعند 
 nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي  يسرح ويزال عنه شعر العانة والإبط إذا كانا طويلين ، وشعر الرأس يزال إن كان يتزين بإزالة الشعر ، ولا يحلق في حق من كان لا يحلق في حال الحياة ، وكان يتزين بالشعر واحتج 
 nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي  بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال { 
  : اصنعوا بموتاكم ما تصنعون بعرائسكم   } ثم هذه الأشياء تصنع بالعروس فكذا بالميت . 
( ولنا ) ما روينا عن 
عائشة  وذكرنا من المعقول ، وبه تبين أن ما رواه ينصرف إلى زينة ليس فيها إزالة شيء من أجزاء الميت كالطيب ، والتنظيف من الدرن ونحو ذلك ، بدليل ما روينا .