بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

الكاساني - أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني

صفحة جزء
وأما الغنى الذي يحرم به السؤال فهو أن يكون له سداد عيش بأن كان له قوت يومه لما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال { من سأل الناس عن ظهر غنى فإنما يستكثر من جمر جهنم قيل : يا رسول الله ، وما ظهر الغنى ؟ قال : أن يعلم أن عنده ما يغديهم أو ما يعشيهم } فإن لم يكن له قوت يومه ولا ما يستر به عورته يحل له أن يسأل ; لأن الحال حال الضرورة وقد قال الله تعالى : { ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة } ، وترك السؤال في هذا الحال إلقاء النفس في التهلكة وإنه حرام فكان له أن يسأل بل يجب عليه ذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية