بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

الكاساني - أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني

صفحة جزء
( فصل ) :

وأما طواف الزيارة فالكلام فيه في مواضع في .

بيان أنه ركن وفي بيان ركنه ، وفي بيان شرائطه ، وواجباته ، وسننه ، وفي بيان مكانه ، وفي بيان زمانه ، وفي بيان مقداره ، وفي بيان حكمه إذا فات عن أيام النحر أما الأول فالدليل على أنه ركن قوله تعالى : { وليطوفوا بالبيت العتيق }

والمراد منه طواف الزيارة بالإجماع ، ولأنه تعالى أمر الكل بالطواف [ ص: 128 ] فيقتضي الوجوب على الكل ، وطواف اللقاء لا يجب أصلا ، وطواف الصدر لا يجب على الكل ; لأنه لا يجب على أهل مكة فيتعين طواف الزيارة مرادا بالآية ، وقوله تعالى : { ولله على الناس حج البيت } ، والحج في اللغة هو : القصد ، وفي عرف الشرع هو : زيارة البيت ، والزيارة هي القصد إلى الشيء للتقرب قال الشاعر :

ألم تعلمي يا أم سعد بأنما تخاطأني ريب الزمان لأكثرا     وأشهد من عوف حلولا كثيرة
يحجون بيت الزبرقان المزعفرا

، وقوله : " يحجون " أي يقصدون ذلك البيت للتقرب فكان حج البيت هو القصد إليه للتقرب به ، وإنما يقصد البيت للتقرب بالطواف به فكان الطواف به ركنا ، والمراد به طواف الزيارة لما بينا ، ولهذا يسمى في عرف الشرع : طواف الركن فكان ركنا .

وكذا الأمة أجمعت على كونه ركنا ، ويجب على أهل الحرم ، وغيرهم لعموم قوله تعالى : { وليطوفوا بالبيت العتيق } .

وقوله عز وجل : { ولله على الناس حج البيت }

التالي السابق


الخدمات العلمية