صفحة جزء
( خطط ) ( هـ س ) في حديث معاوية بن الحكم أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الخط ، فقال : كان نبي من الأنبياء يخط ، فمن وافق خطه علم مثل علمه وفي رواية فمن وافق خطه فذاك قال ابن عباس : الخط هو الذي يخطه الحازي ، وهو علم قد تركه الناس ، يأتي صاحب الحاجة إلى الحازي فيعطيه حلوانا ، فيقول له : اقعد حتى أخط لك ، وبين يدي الحازي غلام له معه ميل ، ثم يأتي إلى أرض رخوة فيخط فيها خطوطا كثيرة بالعجلة لئلا يلحقها العدد ، ثم يرجع فيمحو منها على مهل خطين خطين ، وغلامه يقول للتفاؤل : ابني عيان أسرعا البيان ، فإن بقي خطان فهما علامة النجح ، وإن بقي خط واحد فهو علامة الخيبة . وقال الحربي : الخط هو أن يخط ثلاثة خطوط ، ثم يضرب عليهن بشعير أو نوى ويقول : يكون كذا وكذا ، وهو ضرب من الكهانة . قلت : الخط المشار إليه علم معروف ، وللناس فيه تصانيف كثيرة ، وهو معمول به إلى الآن ، ولهم فيه أوضاع واصطلاح وأسام وعمل كثير ، ويستخرجون به الضمير وغيره ، وكثيرا ما يصيبون فيه .

وفي حديث ابن أنيس ذهب بي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منزله فدعا [ ص: 48 ] بطعام قليل ، فجعلت أخطط ليشبع رسول الله صلى الله عليه وسلم أي أخط في الطعام أريه أني آكل ولست بآكل .

وفي حديث قيلة أيلام ابن هذه أن يفصل الخطة أي : إذا نزل به أمر مشكل فصله برأيه . الخطة : الحال والأمر والخطب .

ومنه حديث الحديبية لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها .

وفي حديثها أيضا أنه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها أي أمرا واضحا في الهدى والاستقامة .

( هـ ) وفيه أنه ورث النساء خططهن دون الرجال الخطط جمع خطة بالكسر ، وهي الأرض يختطها الإنسان لنفسه بأن يعلم عليها علامة ويخط عليها خطا ليعلم أنه قد احتازها ، وبها سميت خطط الكوفة والبصرة . ومعنى الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى نساء ، منهن أم عبد خططا يسكنها بالمدينة شبه القطائع لا حظ للرجال فيها .

( هـ ) وفي حديث أم زرع وأخذ خطيا الخطي بالفتح : الرمح المنسوب إلى الخط ، وهو سيف البحر عند عمان والبحرين ; لأنها تحمل إليه وتثقف به .

وفيه أنه نام حتى سمع غطيطه أو خطيطه الخطيط قريب من الغطيط : وهو صوت النائم . والخاء والغين متقاربتان .

( هـ ) وفي حديث ابن عباس خط الله نوءها هكذا جاء في رواية ، وفسر أنه من الخطيطة ، وهي الأرض التي لا تمطر بين أرضين ممطورتين .

ومنه حديث أبي ذر نرعى الخطائط ونرد المطائط .

( هـ ) وفي حديث ابن عمر في صفة الأرض الخامسة فيها حيات كسلاسل الرمل ، وكالخطائط بين الشقائق الخطائط : الطرائق ، واحدتها خطيطة .

التالي السابق


الخدمات العلمية