صفحة جزء
( خطم ) فيه تخرج الدابة ومعها عصا موسى وخاتم سليمان ، فتجلي وجه المؤمن بالعصا وتخطم أنف الكافر بالخاتم أي تسمه بها ، من خطمت البعير : إذا كويته خطا من الأنف إلى أحد خديه ، وتسمى تلك السمة الخطام .

( هـ ) ومنه حديث حذيفة رضي الله عنه تأتي الدابة المؤمن فتسلم عليه ، وتأتي الكافر فتخطمه .

( هـ ) ومنه حديث لقيط في قيام الساعة والعرض على الله وأما الكافر فتخطمه بمثل الحمم الأسود أي تصيب خطمه وهو أنفه ، يعني تصيبه فتجعل له أثرا مثل أثر الخطام فترده بصغر . والحمم : الفحم .

وفي حديث الزكاة فخطم له أخرى دونها أي وضع الخطام في رأسها وألقاه إليه ليقودها به . خطام البعير أن يؤخذ حبل من ليف أو شعر أو كتان فيجعل في أحد طرفيه حلقة ثم يشد فيه الطرف الآخر حتى يصير كالحلقة ، ثم يقاد البعير ، ثم يثنى على مخطمه . وأما الذي يجعل في الأنف دقيقا فهو الزمام .

وفي حديث كعب يبعث الله من بقيع الغرقد سبعين ألفا هم خيار من ينحت عن خطمه المدر أي تنشق عن وجهه الأرض . وأصل الخطم في السباع : مقاديم أنوفها وأفواهها ، فاستعارها للناس .

ومنه قصيد كعب بن زهير :

كأن ما فات عينيها ومذبحها من خطمها ومن اللحيين برطيل

أي أنفها .

ومنه الحديث لا يصلي أحدكم وثوبه على أنفه فإن ذلك خطم الشيطان .

( هـ ) ومنه حديث عائشة لما مات أبو بكر قال عمر : لا يكفن إلا فيما أوصى به . [ ص: 51 ] فقالت عائشة : والله ما وضعت الخطم على أنفنا . أي ما ملكتنا بعد فتنهانا أن نصنع ما نريد . والخطم جمع خطام ، وهو الحبل الذي يقاد به البعير .

وفي حديث شداد بن أوس ما تكلمت بكلمة إلا وأنا أخطمها أي أربطها وأشدها ، يريد الاحتزاز فيما يقوله ، والاحتياط فيما يلفظ به .

وفي حديث الدجال خبأت لكم خطم شاة .

( هـ ) وفيه أنه وعد رجلا أن يخرج إليه فأبطأ عليه ، فلما خرج قال : شغلني عنك خطم قال ابن الأعرابي : هو الخطب الجليل . وكأن الميم فيه بدل من الباء . ويحتمل أن يراد به أمر خطمه ، أي منعه من الخروج .

وفيه أنه كان يغسل رأسه بالخطمي وهو جنب ، يجتزئ بذلك ولا يصب عليه الماء أي أنه كان يكتفي بالماء الذي يغسل به الخطمي وينوي به غسل الجنابة ، ولا يستعمل بعده ماء آخر يخص به الغسل .

التالي السابق


الخدمات العلمية