صفحة جزء
( ردد ) في صفته عليه الصلاة والسلام ليس بالطويل البائن ولا القصير المتردد أي المتناهي في القصر ، كأنه تردد بعض خلقه على بعض ، وتداخلت أجزاؤه .

وفي حديث عائشة من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد أي مردود عليه . يقال : أمر رد : إذا كان مخالفا لما عليه أهل السنة ، وهو مصدر وصف به .

( س هـ ) وفيه أنه قال لسراقة بن جعشم : ألا أدلك على أفضل الصدقة ؟ ابنتك مردودة عليك ليس لها كاسب غيرك المردودة : التي تطلق وترد إلى بيت أبيها ، وأراد : ألا أدلك على أفضل أهل الصدقة ؟ فحذف المضاف .

( هـ س ) ومنه حديث الزبير في وصيته بدار وقفها : وللمردودة من بناته أن تسكنها لأن المطلقة لا مسكن لها على زوجها .

[ ص: 214 ] ( س هـ ) وفيه ردوا السائل ولو بظلف محرق أي أعطوه ولو ظلفا محرقا ، ولم يرد رد الحرمان والمنع ، كقولك : سلم فرد عليه ، أي أجابه .

وفي حديث آخر لا تردوا السائل ولو بظلف محرق أي لا تردوه رد حرمان بلا شيء ، ولو أنه ظلف .

( س ) وفي حديث أبي إدريس الخولاني قال لمعاوية : إن كان داوى مرضاها ، ورد أولاها على أخراها أي : إذا تقدمت أوائلها وتباعدت عن الأواخر لم يدعها تتفرق ، ولكن يحبس المقدمة حتى تصل إليها المتأخرة .

( س ) وفي حديث القيامة والحوض فيقال : إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم أي متخلفين عن بعض الواجبات ، ولم يرد ردة الكفر ، ولهذا قيده بأعقابهم ، لأنه لم يرتد أحد من الصحابة بعده ، وإنما ارتد قوم من جفاة الأعراب .

وفي حديث الفتن ويكون عند ذلكم القتال ردة شديدة هو بالفتح : أي عطفة قوية .

( هـ س ) وفي حديث ابن عبد العزيز لا رد يدى في الصدقة رد يدى بالكسر والتشديد والقصر : مصدر من رد يرد ، كالقتيتى والخصيصى ، المعنى أن الصدقة لا تؤخذ في السنة مرتين ، كقوله عليه الصلاة والسلام لا ثني في الصدقة .

التالي السابق


الخدمات العلمية