صفحة جزء
( ردا ) فيه أنه قال في بعير تردى في بئر : ذكه من حيث قدرت تردى : أي سقط . يقال : ردى وتردى . لغتان ، كأنه تفعل ، من الردى : الهلاك ، أي اذبحه في أي موضع أمكن من بدنه إذا لم تتمكن من نحره .

( س ) ومنه حديث ابن مسعود من نصر قومه على غير الحق فهو كالبعير الذي ردى فهو ينزع بذنبه . أراد أنه وقع في الإثم وهلك كالبعير إذا تردى في البئر . وأريد أن ينزع بذنبه فلا يقدر على خلاصه .

وفي حديثه الآخر إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ترديه بعد ما بين السماء والأرض أي توقعه في مهلكة .

[ ص: 217 ] وفي حديث عاتكة : بجأواء تردي حافتيه المقانب . أي تعدو . يقال : ردى الفرس يردي رديا : إذا أسرع بين العدو والمشي الشديد .

وفي حديث ابن الأكوع فرديتهم بالحجارة أي رميتهم بها . يقال : ردى يردي رديا : إذا رمى . والمردى والمرداة : الحجر ، وأكثر ما يقال في الحجر الثقيل .

( س ) ومنه حديث أحد قال أبو سفيان : من رداه ؟ أي من رماه .

( هـ ) وفي حديث علي من أراد البقاء ولا بقاء فليخفف الرداء . قيل : وما خفة الرداء ؟ قال : قلة الدين سمي رداء لقولهم : دينك في ذمتي ، وفي عنقي ، ولازم في رقبتي ، وهو موضع الرداء ، وهو الثوب ، أو البرد الذي يضعه الإنسان على عاتقيه وبين كتفيه فوق ثيابه ، وقد كثر في الحديث . وسمي السيف رداء ; لأن من تقلده فكأنه قد تردى به .

ومنه حديث قس : تردوا بالصماصم أي صيروا السيوف بمنزلة الأردية .

ومنه الحديث نعم الرداء القوس لأنها تحمل في موضع الرداء من العاتق .

التالي السابق


الخدمات العلمية