صفحة جزء
( رضع ) ( هـ ) فيه فإنما الرضاعة من المجاعة الرضاعة بالفتح والكسر : الاسم من الإرضاع ، فأما من اللؤم فالفتح لا غير . يعني أن الإرضاع الذي يحرم النكاح إنما هو في الصغر عند جوع الطفل ، فأما في حال الكبر فلا . يريد أن رضاع الكبير لا يحرم .

( س ) وفي حديث سويد بن غفلة فإذا في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن لا يأخذ [ ص: 230 ] من راضع لبن أراد بالراضع ذات الدر واللبن . وفي الكلام مضاف محذوف تقديره : ذات راضع . فأما من غير حذف فالراضع الصغير الذي هو بعد يرضع . ونهيه عن أخذها لأنها خيار المال ، و " من " زائدة ، كما تقول : لا تأكل من الحرام : أي لا تأكل الحرام . وقيل هو أن يكون عند الرجل الشاة الواحدة أو اللقحة قد اتخذها للدر ، فلا يؤخذ منها شيء .

( س ) وفي حديث ثقيف أسلمها الرضاع وتركوا المصاع الرضاع جمع راضع وهو اللئيم ، سمي به لأنه للؤمه يرضع إبله أو غنمه ( ليلا ) لئلا يسمع صوت حلبه . وقيل لأنه لا يرضع الناس : أي يسألهم . وفي المثل : لئيم راضع . والمصاع ; المضاربة بالسيف .

( هـ ) ومنه حديث سلمة :

خذها وأنا ابن الأكوع واليوم يوم الرضع

جمع راضع كشاهد وشهد : أي خذ الرمية مني واليوم يوم هلاك اللئام .

ومنه رجز يروى لفاطمة عليها السلام :

ما بي من لؤم ولا رضاعه

والفعل منه رضع بالضم .

ومنه حديث أبي ميسرة لو رأيت رجلا يرضع فسخرت منه خشيت أن أكون مثله أي يرضع الغنم من ضروعها ، ولا يحلب اللبن في الإناء للؤمه ، أي لو عيرته بهذا لخشيت أن أبتلى به .

( هـ ) وفي حديث الإمارة قال نعمت المرضعة وبئست الفاطمة ضرب المرضعة مثلا للإمارة وما توصله إلى صاحبها من المنافع ، وضرب الفاطمة مثلا للموت الذي يهدم عليه لذاته ويقطع منافعها دونه .

( س ) وفي حديث قس قس رضيع أيهقان . رضيع : فعيل بمعنى مفعول ، يعني أن النعام في هذا المكان ترتع هذا النبت وتمصه بمنزلة اللبن لشدة نعومته ، وكثرة مائه . ويروى بالصاد . وقد تقدم .

التالي السابق


الخدمات العلمية