صفحة جزء
( سبت ) فيه يا صاحب السبتين اخلع نعليك السبت بالكسر : جلود البقر المدبوغة بالقرظ يتخذ منها النعال ، سميت بذلك ; لأن شعرها قد سبت عنها : أي حلق وأزيل . وقيل لأنها انسبتت بالدباغ : أي لانت ، يريد : يا صاحب النعلين . وفي تسميتهم للنعل المتخذة من السبت سبتا اتساع ، مثل قولهم : فلان يلبس الصوف والقطن والإبريسم : أي الثياب المتخذة منها . ويروى السبتيين ، على النسب إلى السبت . وإنما أمره بالخلع احتراما للمقابر ; لأنه كان يمشي بينها . وقيل لأنها كان بها قذر ، أو لاختياله في مشيه .

[ ص: 331 ] ( هـ ) ومنه حديث ابن عمر رضي الله عنهما قيل له : إنك تلبس النعال السبتية إنما اعترض عليه لأنها نعال أهل النعمة والسعة . وقد تكرر ذكرها في الحديث .

وفي حديث عمرو بن مسعود قال لمعاوية : ما تسأل عن شيخ نومه سبات ، وليله هبات السبات : نوم المريض والشيخ المسن ، وهو النومة الخفيفة . وأصله من السبت : الراحة والسكون ، أو من القطع وترك الأعمال .

( هـ ) وفيه ذكر يوم السبت وسبت اليهود وسبتت اليهود تسبت إذا أقاموا عمل يوم السبت . والإسبات : الدخول في السبت . وقيل سمي يوم السبت ; لأن الله - تعالى - خلق العالم في ستة أيام آخرها الجمعة ، وانقطع العمل ، فسمي اليوم السابع يوم السبت .

ومنه الحديث فما رأينا الشمس سبتا قيل أراد أسبوعا من السبت إلى السبت فأطلق عليه اسم اليوم ، كما يقال عشرون خريفا ، ويراد عشرون سنة . وقيل أراد بالسبت مدة من الزمان قليلة كانت أو كثيرة .

التالي السابق


الخدمات العلمية