صفحة جزء
( باب الشين مع الكاف )

( شكر ) * في أسماء الله تعالى الشكور هو الذي يزكو عنده القليل من أعمال العباد فيضاعف لهم الجزاء ، فشكره لعباده مغفرته لهم . والشكور من أبنية المبالغة . يقال : شكرت لك ، وشكرتك ، والأول أفصح ، أشكر شكرا وشكورا فأنا شاكر وشكور . والشكر مثل الحمد ، إلا أن الحمد أعم منه ، فإنك تحمد الإنسان على صفاته الجميلة ، وعلى معروفه ، ولا تشكره إلا على معروفه دون صفاته . والشكر : مقابلة النعمة بالقول والفعل والنية ، فيثني على المنعم بلسانه ، ويذيب نفسه في طاعته ، ويعتقد أنه موليها ، وهو من شكرت الإبل تشكر : إذا أصابت مرعى فسمنت عليه .

* ومنه الحديث لا يشكر الله من لا يشكر الناس معناه أن الله لا يقبل شكر العبد [ ص: 494 ] على إحسانه إليه إذا كان العبد لا يشكر إحسان الناس ، ويكفر معروفهم ; لاتصال أحد الأمرين بالآخر . وقيل : معناه أن من كان من طبعه وعادته كفران نعمة الناس وترك الشكر لهم كان من عادته كفر نعمة الله تعالى وترك الشكر له . وقيل معناه أن من لا يشكر الناس كان كمن لا يشكر الله وإن شكره ، كما تقول لا يحبني من لا يحبك : أي أن محبتك مقرونة بمحبتي ، فمن أحبني يحبك ، ومن لم يحبك فكأنه لم يحبني . وهذه الأقوال مبنية على رفع اسم الله تعالى ونصبه . وقد تكرر ذكر الشكر في الحديث .

( هـ ) وفي حديث يأجوج ومأجوج وإن دواب الأرض تسمن وتشكر شكرا من لحومهم أي تسمن وتمتلئ شحما . يقال شكرت الشاة بالكسر تشكر شكرا بالتحريك إذا سمنت وامتلأ ضرعها لبنا .

( هـ ) وفي حديث عمر بن عبد العزيز أنه قال لسميره هلال بن سراج بن مجاعة : هل بقي من كهول بني مجاعة أحد ؟ قال : نعم ; وشكير كثير أي ذرية صغار ، شبههم بشكير الزرع ، وهو ما ينبت منه صغارا في أصول الكبار .

( هـ ) وفيه أنه نهى عن شكر البغي الشكر بالفتح : الفرج أراد ما تعطى على وطئها : أي نهى عن ثمن شكرها ، فحذف المضاف ، كقوله نهى عن عسب الفحل : أي عن ثمن عسبه .

( هـ ) ومنه حديث يحيى بن يعمر أأن سألتك ثمن شكرها وشبرك أنشأت تطلها .

( س ) وفي حديث فشكرت الشاة أي أبدلت شكرها وهو الفرج .

التالي السابق


الخدمات العلمية