صفحة جزء
( صرع ) ( هـ ) فيه : ما تعدون الصرعة فيكم ؟ قالوا : الذي لا يصرعه الرجال . قال : هو الذي يملك نفسه عند الغضب . الصرعة - بضم الصاد وفتح الراء - : المبالغ في الصراع الذي [ ص: 24 ] لا يغلب ، فنقله إلى الذي يغلب نفسه عند الغضب ويقهرها ، فإنه إذا ملكها كان قد قهر أقوى أعدائه وشر خصومه ، ولذلك قال : أعدى عدو لك نفسك التي بين جنبيك .

وهذا من الألفاظ التي نقلها عن وضعها اللغوي لضرب من التوسع والمجاز ، وهو من فصيح الكلام ; لأنه لما كان الغضبان بحالة شديدة من الغيظ ، وقد ثارت عليه شهوة الغضب ، فقهرها بحلمه ، وصرعها بثباته ، كان كالصرعة الذي يصرع الرجال ولا يصرعونه .

وفيه : " مثل المؤمن كالخامة من الزرع تصرعها الريح مرة وتعدلها أخرى " . أي : تميلها وترميها من جانب إلى جانب .

ومنه الحديث : " أنه صرع عن دابة فجحش شقه " . أي : سقط عن ظهرها .

والحديث الآخر : " أنه أردف صفية فعثرت ناقته فصرعا جميعا " .

التالي السابق


الخدمات العلمية