صفحة جزء
( بدن ) ( هـ ) فيه : لا تبادروني بالركوع والسجود ، إني قد بدنت قال أبو عبيد هكذا روي في الحديث بدنت ، يعني بالتخفيف ، وإنما هو بدنت بالتشديد : أي كبرت وأسننت ، والتخفيف من البدانة وهي كثرة اللحم ، ولم يكن صلى الله عليه وسلم سمينا . قلت : قد جاء في صفته في حديث ابن أبي هالة : " بادن متماسك ، والبادن الضخم ، فلما قال بادن أردفه بمتماسك ، وهو الذي يمسك بعض أعضائه بعضا ، فهو معتدل الخلق .

* ومنه الحديث : أتحب أن رجلا بادنا في يوم حار غسل ما تحت إزاره ثم أعطاكه فشربته .

[ ص: 108 ] * وفي حديث علي " لما خطب فاطمة رضي الله عنهما ، قيل : ما عندك ؟ قال : فرسي وبدني " البدن الدرع من الزرد . وقيل هي القصيرة منها .

* ومنه حديث سطيح .

أبيض فضفاض الرداء والبدن أي واسع الدرع يريد به كثرة العطاء .

ومنه حديث مسح الخفين : " فأخرج يده من تحت بدنه " استعار البدن هاهنا للجبة الصغيرة ، تشبيها بالدرع . ويحتمل أن يريد به من أسفل بدن الجبة ، ويشهد له ما جاء في الرواية الأخرى " فأخرج يده من تحت البدن " .

* وفيه : أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس بدنات " البدنة تقع على الجمل والناقة والبقرة ، وهي بالإبل أشبه . وسميت بدنة لعظمها وسمنها . وقد تكررت في الحديث .

* ومنه حديث الشعبي : " قيل له إن أهل العراق يقولون إذا أعتق الرجل أمته ثم تزوجها كان كمن يركب بدنته " أي إن من أعتق أمته فقد جعلها محررة لله ، فهي بمنزلة البدنة التي تهدى إلى بيت الله تعالى في الحج ، فلا تركب إلا عن ضرورة ، فإذا تزوج أمته المعتقة كان كمن قد ركب بدنته المهداة .

التالي السابق


الخدمات العلمية