صفحة جزء
( عبر ) * فيه : " الرؤيا لأول عابر " . يقال : عبرت الرؤيا أعبرها عبرا ، وعبرتها تعبيرا إذا أولتها وفسرتها وخبرت بآخر ما يؤول إليه أمرها ، يقال : هو عابر الرؤيا ، وعابر للرؤيا ، وهذه اللام تسمى لام التعقيب ; لأنها عقبت الإضافة ، والعابر : الناظر في الشيء . والمعتبر : المستدل بالشيء على الشيء .

* ومنه الحديث : " للرؤيا كنى وأسماء فكنوها بكناها واعتبروها بأسمائها " .

( هـ ) ومنه حديث ابن سيرين : " كان يقول : إني أعتبر الحديث " المعنى فيه أنه يعبر الرؤيا على الحديث ، ويعتبر به كما يعتبرها بالقرآن في تأويلها ، مثل أن يعبر الغراب بالرجل الفاسق ، [ ص: 171 ] والضلع بالمرأة ; لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - سمى الغراب فاسقا ، وجعل المرأة كالضلع ، ونحو ذلك من الكنى والأسماء .

* وفي حديث أبي ذر : " فما كانت صحف موسى ؟ قال : كانت عبرا كلها " . العبر : جمع عبرة ، وهي كالموعظة مما يتعظ به الإنسان ويعمل به ويعتبر ، ليستدل به على غيره .

( هـ ) وفي حديث أم زرع : " وعبر جارتها " . أي : أن ضرتها ترى من عفتها ما تعتبر به . وقيل : إنها ترى من جمالها ما يعبر عينها . أي : يبكيها . ومنه العين العبرى . أي : الباكية . يقال عبر بالكسر واستعبر .

* ومنه حديث أبي بكر - رضي الله عنه - : " أنه ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم استعبر فبكى " . هو استفعل ، من العبرة ، وهي تحلب الدمع .

( هـ ) وفيه : " أتعجز إحداكن أن تتخذ تومتين تلطخهما بعبير أو زعفران " . العبير : نوع من الطيب ذو لون يجمع من أخلاط . وقد تكرر في الحديث .

التالي السابق


الخدمات العلمية