صفحة جزء
( عبط ) [ هـ ] فيه : " من اعتبط مؤمنا قتلا فإنه قود " . أي : قتله بلا جناية كانت منه ولا جريرة توجب قتله ، فإن القاتل يقاد به ويقتل . وكل من مات بغير علة فقد اعتبط . ومات فلان عبطة . أي : شابا صحيحا . وعبطت الناقة واعتبطتها إذا ذبحتها من غير مرض .

( س ) ومنه الحديث : من قتل مؤمنا فاعتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا . هكذا جاء الحديث في سنن أبي داود . ثم قال في آخر الحديث : " قال خالد بن دهقان - وهو راوي الحديث - سألت يحيى بن يحيى الغساني عن قوله : " اعتبط بقتله " قال : الذين يقاتلون في الفتنة ( فيقتل أحدهم ) فيرى أنه على هدى لا يستغفر الله منه " . وهذا التفسير يدل على أنه من الغبطة بالغين المعجمة ، وهي الفرح والسرور وحسن الحال ; لأن القاتل يفرح بقتل خصمه ، فإذا كان المقتول مؤمنا وفرح بقتله دخل في هذا الوعيد .

وقال الخطابي : " في معالم السنن " ، وشرح هذا الحديث فقال : اعتبط قتله . أي : قتله ظلما لا عن قصاص . وذكر نحو ما تقدم في الحديث قبله ، ولم يذكر قول خالد ولا تفسير يحيى بن يحيى .

* ومنه حديث عبد الملك بن عمير : " معبوطة نفسها " . أي : مذبوحة ، وهي شابة صحيحة .

* ومنه شعر أمية :

من لم يمت عبطة يمت هرما للموت كأس والمرء ذائقها

( هـ ) وفيه : " فقاءت لحما عبيطا " . العبيط : الطري غير النضيج .

* ومنه حديث عمر : " فدعا بلحم عبيط " . أي : طري غير نضيج ، هكذا روي وشرح .

[ ص: 173 ] والذي جاء في غريب الخطابي على اختلاف نسخه : " فدعا بلحم غليظ " . بالغين والظاء المعجمتين ، يريد لحما خشنا عاسيا لا ينقاد في المضغ ، وكأنه أشبه .

( هـ ) وفيه : " مري بنيك لا يعبطوا ضروع الغنم " . أي : لا يشددوا الحلب فيعقروها ويدموها بالعصر ، من العبيط ; وهو الدم الطري ، ولا يستقصون حلبها حتى يخرج الدم بعد اللبن . والمراد : أن لا يعبطوها ، فحذف أن وأعملها مضمرة ، وهو قليل ، ويجوز أن تكون لا ناهية بعد أمر ، فحذف النون للنهي .

( س ) وفي حديث عائشة : " قالت : فقد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلا كان يجالسه فقالوا : اعتبط ، فقال : قوموا بنا نعوده " . كانوا يسمون الوعك اعتباطا . يقال : عبطته الدواهي إذا نالته .

التالي السابق


الخدمات العلمية