صفحة جزء
( عمل ) * في حديث خيبر دفع إليهم أرضهم على أن يعتملوها من أموالهم الاعتمال : افتعال ، من العمل : أي أنهم يقومون بما تحتاج إليه من عمارة وزراعة وتلقيح وحراسة ، ونحو ذلك .

( س ) وفيه ما تركت بعد نفقة عيالي ومؤنة عاملي صدقة أراد بعياله زوجاته ، وبعامله الخليفة بعده . وإنما خص أزواجه لأنه لا يجوز نكاحهن فجرت لهن النفقة ، فإنهن كالمعتدات .

والعامل : هو الذي يتولى أمور الرجل في ماله وملكه وعمله ، ومنه قيل للذي يستخرج الزكاة : عامل . وقد تكرر في الحديث . والذي يأخذه العامل من الأجرة يقال له : عمالة بالضم .

ومنه حديث عمر " قال لابن السعدي : خذ ما أعطيت فإني عملت على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعملني " أي أعطاني عمالتي وأجرة عملي . يقال منه : أعملته وعملته . وقد يكون عملته بمعنى وليته وجعلته عاملا .

* وفيه سئل عن أولاد المشركين فقال : الله أعلم بما كانوا عاملين قال الخطابي : ظاهر هذا الكلام يوهم أنه لم يفت السائل عنهم ، وأنه رد الأمر في ذلك إلى علم الله تعالى ، وإنما معناه أنهم ملحقون في الكفر بآبائهم ، لأن الله تعالى قد علم أنهم لو بقوا أحياء حتى يكبروا لعملوا عمل الكفار . ويدل عليه حديث عائشة - رضي الله عنها - قلت : فذراري المشركين ؟ قال : هم من آبائهم ، قلت : بلا عمل ؟ قال : الله أعلم بما كانوا عاملين .

وقال ابن المبارك : فيه أن كل مولود إنما يولد على فطرته التي ولد عليها من السعادة والشقاوة ، [ ص: 301 ] وعلى ما قدر له من كفر وإيمان ، فكل منهم عامل في الدنيا بالعمل المشاكل لفطرته ، وصائر في العاقبة إلى ما فطر عليه ، فمن علامات الشقاوة للطفل أن يولد بين مشركين فيحملانه على اعتقاد دينهما ويعلمانه إياه ، أو يموت قبل أن يعقل ويصف الدين ، فيحكم له بحكم والديه ، إذ هو في حكم الشريعة تبع لهما .

* وفي حديث الزكاة ليس في العوامل شيء العوامل من البقر : جمع عاملة ، وهي التي يستقى عليها ويحرث وتستعمل في الأشغال ، وهذا الحكم مطرد في الإبل .

[ هـ ] وفي حديث الشعبي " أنه أتي بشراب معمول " قيل : هو الذي فيه اللبن والعسل والثلج .

* وفيه لا تعمل المطي إلا إلى ثلاثة مساجد أي لا تحث وتساق . يقال : أعملت الناقة فعملت ، وناقة يعملة ، ونوق يعملات .

( هـ ) ومنه حديث الإسراء والبراق فعملت بأذنيها أي أسرعت ; لأنها إذا أسرعت حركت أذنيها لشدة السير .

( هـ ) ومنه حديث لقمان " يعمل الناقة والساق " أخبر أنه قوي على السير راكبا وماشيا ، فهو يجمع بين الأمرين ، وأنه حاذق بالركوب والمشي .

التالي السابق


الخدمات العلمية