صفحة جزء
( غلل ) * قد تكرر ذكر " الغلول " في الحديث ، وهو الخيانة في المغنم والسرقة من الغنيمة قبل القسمة . يقال : غل في المغنم يغل غلولا فهو غال . وكل من خان في شيء خفية فقد غل . وسميت غلولا لأن الأيدي فيها مغلولة : أي ممنوعة مجعول فيها غل ، وهو الحديدة التي تجمع يد الأسير إلى عنقه . ويقال لها جامعة أيضا . وأحاديث الغلول في الغنيمة كثيرة .

( هـ ) ومنه حديث صلح الحديبية " لا إغلال ولا إسلال " الإغلال : الخيانة أو السرقة الخفية ، والإسلال : من سل البعير وغيره في جوف الليل إذا انتزعه من بين الإبل ، وهي السلة .

وقيل : هو الغارة الظاهرة ، يقال : غل يغل وسل يسل ، فأما أغل وأسل فمعناه صار ذا غلول وسلة . ويكون أيضا أن يعين غيره عليهما .

وقيل الإغلال : لبس الدروع . والإسلال : سل السيوف .

[ ص: 381 ] ( هـ ) ومنه الحديث " ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن " هو من الإغلال : الخيانة في كل شيء .

ويروى " يغل " بفتح الياء ، من الغل وهو الحقد والشحناء : أي لا يدخله حقد يزيله عن الحق .

وروي " يغل " بالتخفيف ، من الوغول : الدخول في الشر .

والمعنى أن هذه الخلال الثلاث تستصلح بها القلوب ، فمن تمسك بها طهر قلبه من الخيانة والدغل والشر .

و " عليهن " في موضع الحال ، تقديره لا يغل كائنا عليهن قلب مؤمن .

( س ) وفي حديث أبي ذر " غللتم والله " أي خنتم في القول والعمل ولم تصدقوا .

( س ) وحديث شريح " ليس على المستعير غير المغل ضمان ، ولا على المستودع غير المغل ضمان " أي إذا لم يخن في العارية والوديعة فلا ضمان عليه ، من الإغلال : الخيانة .

وقيل : المغل هاهنا المستغل ، وأراد به القابض ; لأنه بالقبض يكون مستغلا . والأول الوجه .

* وفي حديث الإمارة " فكه عدله أو غله جوره " أي جعل في يده وعنقه الغل ، وهو القيد المختص بهما .

( هـ ) ومنه حديث عمر وذكر النساء فقال : " منهن غل قمل " كانوا يأخذون الأسير فيشدونه بالقد وعليه الشعر ، فإذا يبس قمل في عنقه ، فتجتمع عليه محنتان : الغل والقمل . ضربه مثلا للمرأة السيئة الخلق الكثيرة المهر ، لا يجد بعلها منها مخلصا .

( س ) وفيه " الغلة بالضمان " هو كحديثه الآخر " الخراج بالضمان " وقد تقدم في الخاء . والغلة : الدخل الذي يحصل من الزرع والثمر ، واللبن والإجارة والنتاج ونحو ذلك .

( س ) وفي حديث عائشة " كنت أغلل لحية رسول الله بالغالية " أي ألطخها وألبسها بها .

[ ص: 382 ] قال الفراء : يقال تغللت بالغالية ، ولا يقال تغليت . وأجازه الجوهري .

التالي السابق


الخدمات العلمية