صفحة جزء
( باب الفاء مع اللام )

( فلت ) ( هـ ) فيه " إن الله يملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته " أي لم ينفلت منه .

ويجوز أن يكون بمعنى : لم يفلته منه أحد : أي لم يخلصه .

* ومنه الحديث " أن رجلا شرب خمرا فسكر ، فانطلق به إلى النبي ، فلما حاذى دار العباس انفلت ، فدخل عليه فذكر له ذلك ، فضحك وقال : أفعلها ؟ ولم يأمر فيه بشيء " .

[ ص: 467 ] * ومنه الحديث " فأنا آخذ بحجزكم وأنتم تفلتون من يدي " أي تتفلتون ، فحذف إحدى التاءين تخفيفا .

( هـ ) وفيه " أن رجلا قال له : إن أمي افتلتت نفسها " أي ماتت فجأة وأخذت نفسها فلتة . يقال : افتلته إذا استلبه . وافتلت فلان بكذا إذا فوجئ به قبل أن يستعد له .

ويروى بنصب النفس ورفعها ، فمعنى النصب افتلتها الله نفسها . معدى إلى مفعولين ، كما تقول : اختلسه الشيء واستلبه إياه ، ثم بني الفعل لما لم يسم فاعله ، فتحول المفعول الأول مضمرا وبقي الثاني منصوبا ، وتكون التاء الأخيرة ضمير الأم . أي افتلتت هي نفسها .

وأما الرفع فيكون متعديا إلى مفعول واحد ، أقامه مقام الفاعل ، وتكون التاء للنفس : أي أخذت نفسها فلتة .

* ومنه الحديث تدارسوا القرآن فلهو أشد تفلتا من الإبل من عقلها ، التفلت والإفلات والانفلات : التخلص من الشيء فجأة من غير تمكث .

( س ) ومنه الحديث " إن عفريتا من الجن تفلت علي البارحة " أي تعرض لي في صلاتي فجأة .

( هـ ) ومنه حديث عمر " إن بيعة أبي بكر كانت فلتة وقى الله شرها " أراد بالفلتة الفجأة . ومثل هذه البيعة جديرة بأن تكون مهيجة للشر والفتنة فعصم الله من ذلك ووقى . والفلتة : كل شيء فعل من غير روية ، وإنما بودر بها خوف انتشار الأمر .

وقيل : أراد بالفلتة الخلسة . أي إن الإمامة يوم السقيفة مالت إلى توليها الأنفس ، ولذلك كثر فيها التشاجر ، فما قلدها أبو بكر إلا انتزاعا من الأيدي واختلاسا .

وقيل : الفلتة آخر ليلة من الأشهر الحرم ، فيختلفون فيها أمن الحل هي أم من الحرم ، فيسارع الموتور إلى درك الثأر ، فيكثر الفساد وتسفك الدماء ، فشبه أيام النبي عليه الصلاة والسلام [ ص: 468 ] بالأشهر الحرم ، ويوم موته بالفلتة من وقوع الشر من ارتداد العرب ، وتخلف الأنصار عن الطاعة ، ومنع من منع الزكاة ، والجري على عادة العرب في ألا يسود القبيلة إلا رجل منها .

( هـ ) وفي صفة مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تنثى فلتاته " الفلتات : الزلات ، جمع فلتة . أي لم يكن في مجلسه زلات فتحفظ وتحكى .

( هـ ) وفيه " وهو في بردة له فلتة " أي ضيقة صغيرة لا ينضم طرفاها ، فهي تفلت من يده إذا اشتمل بها ، فسماها بالمرة من الانفلات . يقال : بردة فلتة وفلوت .

( هـ ) ومنه حديث ابن عمر " وعليه بردة فلوت " وقيل : الفلوت التي لا تثبت على صاحبها ; لخشونتها أو لينها .

التالي السابق


الخدمات العلمية