صفحة جزء
( قطع ) ( هـ ) فيه : " أن رجلا أتاه وعليه مقطعات له " أي : ثياب قصار ؛ لأنها قطعت عن بلوغ التمام .

وقيل : المقطع من الثياب : كل ما يفصل ويخاط من قميص وغيره ، وما لا يقطع منها كالأزر والأردية .

ومن الأول :

( هـ ) حديث ابن عباس رضي الله عنهما في وقت صلاة الضحى : " إذا تقطعت الظلال " أي : قصرت ؛ لأنها تكون بكرة ممتدة ، فكلما ارتفعت الشمس قصرت .

ومن الثاني :

( هـ ) حديث ابن عباس في صفة نخل الجنة : " منها مقطعاتهم وحللهم " ولم يكن يصفها بالقصر ؛ لأنه عيب .

[ ص: 82 ] وقيل : المقطعات لا واحد لها ، فلا يقال للجبة القصيرة مقطعة ، ولا للقميص مقطع ، وإنما يقال لجملة الثياب القصار مقطعات ، والواحد ثوب .

( هـ ) وفيه : نهى عن لبس الذهب إلا مقطعا أراد الشيء اليسير منه ، كالحلقة والشنف ونحو ذلك ، وكره الكثير الذي هو عادة أهل السرف والخيلاء والكبر ، واليسير هو ما لا تجب فيه الزكاة .

ويشبه أن يكون إنما كره استعمال الكثير منه ؛ لأن صاحبه ربما بخل بإخراج زكاته فيأثم بذلك عند من أوجب فيه الزكاة .

( هـ ) وفي حديث أبيض بن حمال : " أنه استقطعه الملح الذي بمأرب " . أي : سأله أن يجعله له قطاعا يتملكه ويستبد به وينفرد ، والإقطاع يكون تمليكا وغير تمليك .

( هـ ) ومنه الحديث : " لما قدم المدينة أقطع الناس الدور " أي : أنزلهم في دور الأنصار .

ومنه الحديث : " أنه أقطع الزبير نخلا " يشبه أنه إنما أعطاه ذلك من الخمس الذي هو سهمه ؛ لأن النخل مال ظاهر العين حاضر النفع ، فلا يجوز إقطاعه ، وكان بعضهم يتأول إقطاع النبي صلى الله عليه وسلم المهاجرين الدور على معنى العارية .

ومنه الحديث : " كانوا أهل ديوان أو مقطعين " بفتح الطاء ، ويروى : " مقتطعين " ؛ لأن الجند لا يخلون من هذين الوجهين .

وفي حديث اليمين : أو يقتطع بها مال امرئ مسلم أي : يأخذه لنفسه متملكا ، وهو يفتعل من القطع .

ومنه الحديث : " فخشينا أن يقتطع دوننا " أي : يؤخذ وينفرد به .

ومنه الحديث : " ولو شئنا لاقتطعناهم " .

وفيه : " كان إذا أراد أن يقطع بعثا " أي : يفرد قوما يبعثهم في الغزو ويعينهم من غيرهم .

وفي حديث صلة الرحم : هذا مقام العائذ بك من القطيعة القطيعة : الهجران والصد ، وهي فعيلة ، من القطع ، ويريد به ترك البر والإحسان إلى الأهل والأقارب ، وهي ضد صلة الرحم .

[ ص: 83 ] ( هـ ) وفي حديث عمر رضي الله عنه : " ليس فيكم من تقطع دونه الأعناق مثل أبي بكر " أي : ليس فيكم ( أحد ) سابق إلى الخيرات ، تقطع أعناق مسابقيه حتى لا يلحقه أحد مثل أبي بكر رضي الله عنه ، يقال للفرس الجواد : تقطعت أعناق الخيل عليه فلم تلحقه .

ومنه حديث أبي ذر رضي الله عنه : " فإذا هي يقطع دونها السراب " أي : تسرع إسراعا كثيرا تقدمت به وفاتت ، حتى إن السراب يظهر دونها ؛ أي : من ورائها لبعدها في البر .

( هـ ) وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما : " أنه أصابه قطع " القطع : انقطاع النفس وضيقه .

( هـ ) وفيه : " كانت يهود قوما لهم ثمار لا تصيبها قطعة " أي : عطش بانقطاع الماء عنها ، يقال : أصابت الناس قطعة ؛ أي : ذهبت مياه ركاياهم .

وفيه : إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل المظلم قطع الليل : طائفة منه ، وقطعة ، وجمع القطعة : قطع ، أراد فتنة مظلمة سوداء تعظيما لشأنها .

( هـ ) وفي حديث ابن الزبير والجني : " فجاء وهو على القطع فنفضه " . القطع - بالكسر - : طنفسة تكون تحت الرحل على كتفي البعير .

( هـ ) وفيه : " أنه قال لما أنشده العباس بن مرداس أبياته العينية : اقطعوا عني لسانه " أي : أعطوه وأرضوه حتى يسكت ، فكنى باللسان عن الكلام .

* ومنه الحديث : " أتاه رجل فقال : إني شاعر فقال : يا بلال اقطع لسانه ، فأعطاه أربعين درهما "

[ ص: 84 ] قال الخطابي : يشبه أن يكون هذا ممن له حق في بيت المال ، كابن السبيل وغيره ، فتعرض له بالشعر فأعطاه لحقه ، أو لحاجته ، لا لشعره .

( س ) وفيه : " أن سارقا سرق فقطع ، فكان يسرق بقطعته " القطعة ، بفتحتين : الموضع المقطوع من اليد ، وقد تضم القاف وتسكن الطاء .

( هـ ) وفي حديث وفد عبد القيس : " يقذفون فيه من القطيعاء " هو نوع من التمر ، وقيل : هو البسر قبل أن يدرك .

التالي السابق


الخدمات العلمية