صفحة جزء
( قفل ) في حديث جبير بن مطعم : بينا هو يسير مع النبي صلى الله عليه وسلم مقفله من حنين أي : عند رجوعه منها ، والمقفل : مصدر قفل يقفل إذا عاد من سفره ، وقد يقال للسفر : [ ص: 93 ] قفول ، في الذهاب والمجيء ، وأكثر ما يستعمل في الرجوع ، وقد تكرر في الحديث .

وجاء في بعض رواياته : " أقفل الجيش وقلما أقفلنا " والمعروف قفل وقفلنا ، وأقفلنا غيرنا ، وأقفلنا ، على ما لم يسم فاعله .

( س ) ومنه حديث ابن عمر : " قفلة كغزوة " القفلة : المرة من القفول ؛ أي : إن أجر المجاهد في انصرافه إلى أهله بعد غزوه كأجره في إقباله إلى الجهاد ؛ لأن في قفوله راحة للنفس ، واستعدادا بالقوة للعود ، وحفظا لأهله برجوعه إليهم .

وقيل : أراد بذلك التعقيب ، وهو رجوعه ثانيا في الوجه الذي جاء منه منصرفا ، وإن لم يلق عدوا ولم يشهد قتالا ، وقد يفعل ذلك الجيش إذا انصرفوا من مغزاهم ، لأحد أمرين : أحدهما : أن العدو إذا رآهم قد انصرفوا عنهم أمنوهم وخرجوا من أمكنتهم ، فإذا قفل الجيش إلى دار العدو نالوا الفرصة منهم فأغاروا عليهم .

والآخر : أنهم إذا انصرفوا ظاهرين لم يأمنوا أن يقفو العدو أثرهم فيوقعوا بهم وهم غارون ، فربما استظهر الجيش أو بعضهم بالرجوع على أدراجهم ، فإن كان من العدو طلب كانوا مستعدين للقائهم ، وإلا فقد سلموا وأحرزوا ما معهم من الغنيمة .

وقيل : يحتمل أن يكون سئل عن قوم قفلوا لخوفهم أن يدهمهم من عدوهم من هو أكثر عددا منهم فقفلوا ؛ ليستضيفوا إليهم عددا آخر من أصحابهم ثم يكروا على عدوهم .

( س ) وفي حديث عمر : " أنه قال : أربع مقفلات : النذر ، والطلاق ، والعتاق ، والنكاح " أي : لا مخرج منهن لقائلهن ، كأن عليهن أقفالا ، فمتى جرى بها اللسان وجب بها الحكم ، وقد أقفلت الباب فهو مقفل .

التالي السابق


الخدمات العلمية