صفحة جزء
( قنع ) ( هـ ) فيه : كان إذا ركع لا يصوب رأسه ولا يقنعه أي : لا يرفعه حتى يكون أعلى من ظهره ، وقد أقنعه يقنعه إقناعا .

[ ص: 114 ] ( هـ ) ومنه حديث الدعاء : " وتقنع يديك " أي : ترفعهما .

( هـ ) وفيه : لا تجوز شهادة القانع من أهل البيت [ لهم ] القانع : الخادم والتابع ترد شهادته للتهمة بجلب النفع إلى نفسه ، والقانع في الأصل : السائل .

ومنه الحديث : " فأكل وأطعم القانع والمعتر " وهو من القنوع : الرضا باليسير من العطاء ، وقد قنع يقنع قنوعا وقناعة - بالكسر - إذا رضي ، وقنع - بالفتح - يقنع قنوعا : إذا سأل .

ومنه الحديث : " القناعة كنز لا ينفد " لأن الإنفاق منها لا ينقطع ، كلما تعذر عليه شيء من أمور الدنيا قنع بما دونه ورضي .

ومنه الحديث الآخر : " عز من قنع وذل من طمع " لأن القانع لا يذله الطلب ، فلا يزال عزيزا .

وقد تكرر ذكر : " القنوع ، والقناعة " في الحديث .

( س ) وفيه : كان المقانع من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يقولون كذا المقانع : جمع مقنع بوزن جعفر . يقال : فلان مقنع في العلم وغيره ؛ أي : رضا ، وبعضهم لا يثنيه ولا يجمعه لأنه مصدر ، ومن ثنى وجمع نظر إلى الاسمية .

وفيه : أتاه رجل مقنع بالحديد هو المتغطي بالسلاح ، وقيل : هو الذي على رأسه بيضة ، وهي الخوذة ؛ لأن الرأس موضع القناع .

( هـ ) ومنه الحديث : " أنه زار قبر أمه في ألف مقنع " أي : في ألف فارس مغطى بالسلاح .

( س ) وفي حديث بدر : " فانكشف قناع قلبه فمات " قناع القلب : غشاؤه ، تشبيها بقناع المرأة ، وهو أكبر من المقنعة .

( س ) ومنه حديث عمر : " أنه رأى جارية عليها قناع فضربها بالدرة وقال : أتشبهين بالحرائر ؟ " وقد كان يومئذ من لبسهن .

[ ص: 115 ] ( هـ ) وفي حديث الربيع بنت معوذ : " قالت : أتيته بقناع من رطب " القناع : الطبق الذي يؤكل عليه ، ويقال له : القنع ( بالكسر والضم ) وقيل : القناع جمعه .

ومنه حديث عائشة : " إن كان ليهدى لنا القناع فيه كعب من إهالة فنفرح به " .

( س ) وفي حديث عائشة ، أخذت أبا بكر غشية عند الموت فقالت :


من لا يزال دمعه مقنعا لا بد يوما أن يهراقا

*هكذا ورد ، وتصحيحه :


من لا يزال دمعه مقنعا     لا بد يوما أنه يهراق

* وهو من الضرب الثاني من بحر الرجز .

ورواه بعضهم :


ومن لا يزال الدمع فيه مقنعا     فلا بد يوما أنه مهراق

* وهو من الضرب الثالث من الطويل ، فسروا المقنع بأنه المحبوس في جوفه .

ويجوز أن يراد : من كان دمعه مغطى في شئونه كامنا فيها ، فلا بد أن يبرزه البكاء .

( هـ ) وفي حديث الأذان : " أنه اهتم للصلاة ، كيف يجمع لها الناس ، فذكر له القنع فلم يعجبه ذلك " . فسر في الحديث أنه الشبور ، وهو البوق .

هذه اللفظة قد اختلف في ضبطها ، فرويت بالباء والتاء ، والثاء والنون ، وأشهرها وأكثرها النون .

قال الخطابي : سألت عنه غير واحد من أهل اللغة فلم يثبتوه لي على شيء واحد ، فإن كانت الرواية بالنون صحيحة فلا أراه سمي إلا لإقناع الصوت به ، وهو رفعه . يقال : أقنع الرجل صوته ورأسه إذا رفعه . ومن يريد أن ينفخ في البوق يرفع رأسه وصوته .

[ ص: 116 ] قال الزمخشري : " أو لأن أطرافه أقنعت إلى داخله ؛ أي : عطفت " .

وقال الخطابي : وأما : " القبع " - بالباء المفتوحة - فلا أحسبه سمي به إلا لأنه يقبع فم صاحبه ؛ أي : يستره ، أو من قبعت الجوالق والجراب : إذا ثنيت أطرافه إلى داخل .

قال الهروي : وحكاه بعض أهل العلم عن أبي عمر الزاهد : " القثع " - بالثاء - قال : وهو البوق فعرضته على الأزهري فقال : هذا باطل .

وقال الخطابي : سمعت أبا عمر الزاهد يقوله بالثاء المثلثة ، ولم أسمعه من غيره . ويجوز أن يكون من : قثع في الأرض قثوعا إذا ذهب ، فسمي به لذهاب الصوت منه .

قال الخطابي : وقد روي : " القتع " بتاء بنقطتين من فوق ، وهو دود يكون في الخشب ، الواحدة : قتعة ، قال : ومدار هذا الحرف على هشيم ، وكان كثير اللحن والتحريف ، على جلالة محله في الحديث .

التالي السابق


الخدمات العلمية