صفحة جزء
( لقا ) * فيه من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه ، والموت دون لقاء الله .

المراد بلقاء الله المصير إلى الدار الآخرة ، وطلب ما عند الله ; وليس الغرض به الموت ; لأن كلا يكرهه ، فمن ترك الدنيا وأبغضها أحب لقاء الله ، ومن آثرها وركن إليها كره لقاء الله ; لأنه إنما يصل إليه بالموت .

وقوله : " والموت دون لقاء الله " يبين أن الموت غير اللقاء ، ولكنه معترض دون الغرض المطلوب ، فيجب أن يصبر عليه ويحتمل مشاقه حتى يصل إلى الفوز باللقاء .

[ هـ ] وفيه : أنه نهى عن تلقي الركبان " هو أن يستقبل الحضري البدوي قبل وصوله إلى البلد ويخبره بكساد ما معه كذبا ; ليشتري منه سلعته بالوكس ، وأقل من ثمن المثل ، وذلك تغرير محرم ، ولكن الشراء منعقد ، ثم إذا كذب وظهر الغبن ، ثبت الخيار للبائع ، وإن صدق ، ففيه على مذهب الشافعي خلاف .

[ هـ ] وفيه " دخل أبو قارظ مكة فقالت قريش : حليفنا وعضدنا وملتقى أكفنا " أي : أيدينا تلتقي مع يده وتجتمع . وأراد به الحلف الذي كان بينه وبينهم .

[ ص: 267 ] * وفيه إذا التقى الختانان وجب الغسل أي : إذا حاذى أحدهما الآخر ، وسواء تلامسا أو لم يتلامسا . يقال : التقى الفارسان إذا تحاذيا وتقابلا .

وتظهر فائدته فيما إذا لف على عضوه خرقة ثم جامع فإن الغسل يجب عليه ، وإن لم يلمس الختان الختان .

* وفي حديث النخعي " إذا التقى الماءان فقد تم الطهور " يريد إذا طهرت العضوين من أعضائك في الوضوء فاجتمع الماءان في الطهور لهما فقد تم طهورهما للصلاة ، ولا يبالي أيهما قدم .

وهذا على مذهب من لا يوجب الترتيب في الوضوء ، أو يريد بالعضوين اليدين والرجلين ، في تقديم اليمنى على اليسرى ، أو اليسرى على اليمنى . وهذا لم يشترطه أحد .

* وفيه إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يلقي لها بالا يهوي بها في النار أي : ما يحضر قلبه لما يقوله منها . والبال : القلب .

* ومنه حديث الأحنف " أنه نعي إليه رجل فما ألقى لذلك بالا " أي : ما استمع له ، ولا اكترث به .

* وفي حديث أبي ذر " ما لي أراك لقا بقا " هكذا جاءا مخففين في رواية ، بوزن عصا واللقى : الملقى على الأرض ، والبقا : إتباع له .

( هـ ) ومنه حديث حكيم بن حزام " وأخذت ثيابها فجعلت لقى " أي : مرماة ملقاة . قيل : أصل اللقى : أنهم كانوا إذا طافوا خلعوا ثيابهم ، وقالوا : لا نطوف في ثياب عصينا الله فيها فيلقونها عنهم ، ويسمون ذلك الثوب لقى ، فإذا قضوا نسكهم لم يأخذوها ، وتركوها بحالها ملقاة .

* وفي حديث أشراط الساعة " ويلقى الشح " قال الحميدي : لم تضبط الرواة هذا الحرف ويحتمل أن يكون " يلقى " ، بمعنى يتلقى ويتعلم ويتواصى به ويدعى إليه ، من [ ص: 268 ] قوله تعالى : ولا يلقاها إلا الصابرون أي : ما يعلمها وينبه عليها ، وقوله تعالى : فتلقى آدم من ربه كلمات .

ولو قيل " يلقى " مخففة القاف لكان أبعد ، لأنه لو ألقي لترك ، ولم يكن موجودا . وكان يكون مدحا ، والحديث مبني على الذم .

ولو قيل " يلفى " بالفاء بمعنى يوجد ، لم يستقم ; لأن الشح ما زال موجودا .

* وفي حديث ابن عمر " أنه اكتوى من اللقوة " هي مرض يعرض للوجه فيميله إلى أحد جانبيه .

التالي السابق


الخدمات العلمية