صفحة جزء
( باب النون مع الباء )

( نبأ ) ( س ) فيه : أن رجلا قال له : يا نبيء الله ، فقال : لا تنبر باسمي ، إنما أنا نبي الله ، النبيء : فعيل بمعنى فاعل للمبالغة ، من النبأ : الخبر ، لأنه أنبأ عن الله ، أي أخبر . ويجوز فيه تحقيق الهمز وتخفيفه . يقال : نبأ ونبأ وأنبأ .

[ ص: 4 ] قال سيبويه : ليس أحد من العرب إلا ويقول : تنبأ مسيلمة ، بالهمز ، غير أنهم تركوا الهمز في النبي ، كما تركوه في الذرية والبرية والخابية ، إلا أهل مكة فإنهم يهمزون هذه الأحرف الثلاثة ، ولا يهمزون غيرها ، ويخالفون العرب في ذلك .

قال الجوهري : " يقال : نبأت على القوم إذا طلعت عليهم ، ونبأت من أرض إلى أرض ، إذا خرجت من هذه إلى هذه . قال : وهذا المعنى أراده الأعرابي بقوله : يا نبيء الله ، لأنه خرج من مكة إلى المدينة ، فأنكر عليه الهمز لأنه ليس من لغة قريش " .

وقيل : إن النبي مشتق من النباوة ، وهي الشيء المرتفع .

* ومن المهموز شعر عباس بن مرداس يمدحه :

يا خاتم النبآء إنك مرسل بالحق كل هدى السبيل هداكا

* ومن الأول حديث البراء : " قلت : ورسولك الذي أرسلت . فرد علي وقال : ونبيك الذي أرسلت إنما رد عليه ليختلف اللفظان ، ويجمع له الثناءين ، معنى النبوة والرسالة ، ويكون تعديدا للنعمة في الحالين ، وتعظيما للمنة على الوجهين .

والرسول أخص من النبي ; لأن كل رسول نبي ، وليس كل نبي رسولا .

التالي السابق


الخدمات العلمية