صفحة جزء
( نسا ) ( س ) فيه : لا يقولن أحدكم : نسيت آية كيت وكيت ، بل هو نسي كره نسبة النسيان إلى النفس لمعنيين : أحدهما أن الله تعالى هو الذي أنساه إياه ; لأنه المقدر للأشياء كلها ، والثاني أن أصل النسيان الترك ، فكره له أن يقول : تركت القرآن ، أو قصدت إلى نسيانه ، ولأن ذلك لم يكن باختياره . يقال : نساه الله وأنساه .

ولو روي : " نسي " بالتخفيف لكان معناه ترك من الخير وحرم .

ورواه أبو عبيد : " بئسما لأحدكم أن يقول : نسيت آية كيت وكيت ، ليس هو نسي ولكنه نسي " وهذا اللفظ أبين من الأول ، واختار فيه أنه بمعنى الترك .

[ ص: 51 ] ومنه الحديث إنما أنسى لأسن أي لأذكر لكم ما يلزم الناسي ، لشيء من عبادته ، وأفعل ذلك فتقتدوا بي .

( هـ ) وفيه فيتركون في المنسى تحت قدم الرحمن أي ينسون في النار .

وتحت القدم استعارة ، كأنه قال : ينسيهم الله الخلق ، لئلا يشفع فيهم أحد . قال الشاعر :

أبلت مودتها الليالي بعدنا ومشى عليها الدهر وهو مقيد

ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح : كل مأثرة من مآثر الجاهلية تحت قدمي إلى يوم القيامة .

وفي حديث عائشة وددت أني كنت نسيا منسيا أي شيئا حقيرا مطرحا لا يلتفت إليه . يقال لخرقة الحائض : نسي ، وجمعه : أنساء . تقول العرب إذا ارتحلوا من المنزل : انظروا أنساءكم . يريدون الأشياء الحقيرة التي ليست عندهم ببال . أي اعتبروها ; لئلا تنسوها في المنزل .

( س ) وفي حديث سعد " رميت سهيل بن عمرو يوم بدر فقطعت نساه " النسا ، بوزن العصا : عرق يخرج من الورك فيستبطن الفخذ . والأفصح أن يقال له : النسا ، لا عرق النسا .

التالي السابق


الخدمات العلمية