صفحة جزء
( نوم ) ( س ) فيه أنزلت عليك كتابا تقرؤه نائما ويقظان أي تقرؤه حفظا في كل حال عن قلبك .

وقد تقدم مبسوطا في حرف الغين مع السين .

( س ) وفي حديث عمران بن حصين - رضي الله عنه - صل قائما ، فإن لم تستطع فقاعدا ، [ ص: 130 ] فإن لم تستطع فنائما أراد به الاضطجاع . ويدل عليه الحديث الآخر فإن لم تستطع فعلى جنب .

وقيل : نائما : تصحيف ، وإنما أراد قائما أي بالإشارة ، كالصلاة عند التحام القتال ، وعلى ظهر الدابة .

* وفي حديثه الآخر من صلى نائما فله نصف أجر القاعد قال الخطابي : لا أعلم أني سمعت صلاة النائم إلا في هذا الحديث ، ولا أحفظ عن أحد من أهل العلم أن رخص في صلاة التطوع نائما ، كما رخص فيها قاعدا ، فإن صحت هذه الرواية ، ولم يكن أحد الرواة أدرجه في الحديث ، وقاسه على صلاة القاعد وصلاة المريض إذا لم يقدر على القعود ، فتكون صلاة المتطوع القادر نائما جائزة ، والله أعلم .

هكذا قال في " معالم السنن " . وعاد قال في " أعلام السنة " : كنت تأولت هذا الحديث في كتاب " المعالم " على أن المراد به صلاة التطوع ، إلا أن قوله " نائما " يفسد هذا التأويل ، لأن المضطجع لا يصلي التطوع كما يصلي القاعد ، فرأيت الآن أن المراد به المريض المفترض الذي يمكنه أن يتحامل فيقعد مع مشقة ، فجعل أجره ضعف أجره إذا صلى نائما ، ترغيبا له في القعود مع جواز صلاته نائما ، وكذلك جعل صلاته إذا تحامل وقام مع مشقة ضعف صلاته إذا صلى قاعدا مع الجواز . والله أعلم .

وفي حديث بلال والأذان عد وقل : ألا إن العبد نام ، ألا إن العبد نام أراد بالنوم الغفلة عن وقت الأذان . يقال : نام فلان عن حاجتي ، إذا غفل عنها ولم يقم بها .

وقيل : معناه أنه قد عاد لنومه ، إذ كان عليه بعد وقت من الليل ، فأراد أن يعلم الناس بذلك ، لئلا ينزعجوا من نومهم بسماع أذانه .

( س ) وفي حديث سلمة " فنوموا " هو مبالغة في ناموا .

وفي حديث حذيفة وغزوة الخندق " فلما أصبحت قال : قم يا نومان " هو الكثير النوم وأكثر ما يستعمل في النداء .

ومنه حديث عبد الله بن جعفر " قال للحسين ورأى ناقته قائمة على زمامها بالعرج ، وكان مريضا : [ ص: 131 ] أيها النوم . وظن أنه نائم ، وإذا هو مثبت وجعا " أراد أيها النائم ، فوضع المصدر موضعه ، كما يقال : رجل صوم : أي صائم .

( هـ ) وفي حديث علي " أنه ذكر آخر الزمان والفتن ، ثم قال : خير أهل ذلك الزمان كل مؤمن نومة " النومة ، بوزن الهمزة : الخامل الذكر الذي لا يؤبه له .

وقيل : الغامض في الناس الذي لا يعرف الشر وأهله .

وقيل : النومة بالتحريك : الكثير النوم . وأما الخامل الذي لا يؤبه له ، فهو بالتسكين . ومن الأول : ( هـ ) حديث ابن عباس " أنه قال لعلي : ما النومة ؟ قال : الذي يسكت في الفتنة ، فلا يبدو منه شيء " .

( هـ ) وفي حديث علي دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا على المنامة هي هاهنا الدكان التي ينام عليها ، وفي غير هذا هي القطيفة ، والميم الأولى زائدة .

وفي حديث غزوة الفتح فما أشرف لهم يومئذ أحد إلا أناموه أي قتلوه . يقال : نامت الشاة وغيرها ، إذا ماتت ، والنائمة : الميتة .

( هـ ) ومنه حديث علي " حث على قتال الخوارج فقال : " إذا رأيتموهم فأنيموهم " .

التالي السابق


الخدمات العلمية