صفحة جزء
باب الواو مع الحاء ( وحد ) * في أسماء الله تعالى " الواحد " هو الفرد الذي لم يزل وحده ; ولم يكن معه آخر . قال الأزهري : الفرق بين الواحد والأحد أن الأحد بني لنفي ما يذكر معه من العدد ، تقول : ما جاءني أحد ، والواحد : اسم بني لمفتتح العدد ، تقول : جاءني واحد من الناس ، ولا تقول : جاءني أحد ، فالواحد منفرد بالذات ، في عدم المثل والنظير ، والأحد منفرد بالمعنى .

وقيل : الواحد : هو الذي لا يتجزأ ، ولا يثنى ، ولا يقبل الانقسام ، ولا نظير له ولا مثل . ولا يجمع هذين الوصفين إلا الله تعالى .

[ ص: 160 ] ( س ) وفيه " إن الله تعالى لم يرض بالوحدانية لأحد غيره ، شرار أمتي الوحداني المعجب بدينه المرائي بعمله " يريد بالوحداني المفارق للجماعة ، المنفرد بنفسه ، وهو منسوب إلى الوحدة : الانفراد ، بزيادة الألف والنون ، للمبالغة .

* وفي حديث ابن الحنظلية وكان رجلا متوحدا أي منفردا ، لا يخالط الناس ولا يجالسهم .

( س ) ومنه حديث عائشة ، تصف عمر " لله أم حفلت عليه ودرت ، لقد أوحدت به " أي ولدته وحيدا فريدا ، لا نظير له .

* وفي حديث العيد " فصلينا وحدانا " أي منفردين ، جمع واحد ، كراكب وركبان .

( س ) وفي حديث حذيفة " أو لتصلن وحدانا " .

* وفي حديث عمر " من يدلني على نسيج وحده ؟ " .

( س ) ومنه حديث عائشة تصف عمر " كان نسيج وحده " يقال : جلس وحده ، ورأيته وحده : أي منفردا ، وهو منصوب عند أهل البصرة على الحال أو المصدر ، وعند أهل الكوفة على الظرف ، كأنك قلت : أوحدته برؤيتي إيحادا : أي لم أر غيره ، وهو أبدا منصوب ولا يضاف إلا في ثلاثة مواضع : نسيج وحده ، وهو مدح ، وجحيش وحده ، وعيير وحده ، وهما ذم . وربما قالوا : رجيل وحده ، كأنك قلت : نسيج أفراد .

التالي السابق


الخدمات العلمية