صفحة جزء
( جزر ) فيه ذكر : " الجزور " في غير موضع ، الجزور : البعير ذكرا كان أو أنثى ، إلا أن اللفظة مؤنثة ، تقول هذه الجزور ، وإن أردت ذكرا ، والجمع جزر وجزائر .

* ومنه الحديث : " أن عمر - رضي الله عنه - أعطى رجلا شكا إليه سوء الحال ثلاثة أنياب جزائر " .

[ ص: 267 ] ومنه الحديث : " أنه بعث بعثا فمروا بأعرابي له غنم ، فقالوا أجزرنا " أي أعطنا شاة تصلح للذبح .

( هـ ) والحديث الآخر : " فقال : يا راعي أجزرني شاة " .

وحديث خوات : " أبشر بجزرة سمينة " أي شاة صالحة لأن تجزر : أي تذبح للأكل . يقال : أجزرت القوم إذا أعطيتهم شاة يذبحونها ، ولا يقال إلا في الغنم خاصة .

* ومنه حديث الضحية : " فإنما هي جزرة أطعمها أهله " وتجمع على جزر بالفتح .

* ومنه حديث موسى - عليه السلام - والسحرة : " حتى صارت حبالهم للثعبان جزرا " وقد تكسر الجيم .

ومن غريب ما يروى في حديث الزكاة : " لا تأخذوا من جزرات أموال الناس " أي ما يكون قد أعد للأكل ، والمشهور بالحاء المهملة .

وفيه : أنه نهى عن الصلاة في المجزرة والمقبرة المجزرة : الموضع الذي تنحر فيه الإبل وتذبح فيه البقر والشاء ، نهى عنها لأجل النجاسة التي فيها من دماء الذبائح وأرواثها ، وجمعها المجازر .

( هـ ) ومنه حديث عمر - رضي الله عنه - : " اتقوا هذه المجازر فإن لها ضراوة كضراوة الخمر " نهى عن أماكن الذبح ، لأن إلفها وإدامة النظر إليها ، ومشاهدة ذبح الحيوانات مما يقسي القلب ، ويذهب الرحمة منه ، ويعضده قول الأصمعي في تفسيره أنه أراد بالمجازر الندي ، وهو مجتمع القوم ، لأن الجزر ، إنما تنحر عند جمع الناس . وقيل إنما أراد بالمجازر إدمان أكل اللحوم ، فكنى عنها بأمكنتها .

* وفي حديث الضحية : " لا أعطي منها شيئا في جزارتها " الجزارة بالضم : ما يأخذ الجزار من الذبيحة عن أجرته ، كالعمالة للعامل . وأصل الجزارة . أطراف البعير : الرأس ، واليدان ، والرجلان ، سميت بذلك لأن الجزار كأن يأخذها عن أجرته ، فمنع أن يأخذ من الضحية جزءا في مقابلة الأجرة .

[ ص: 268 ] ( هـ ) وفيه : " أرأيت إن لقيت غنم ابن عمي أأجتزر منها شاة " أي آخذ منها شاة أذبحها .

( هـ ) وفي حديث الحجاج : " قال لأنس - رضي الله عنه - : لأجزرنك جزر الضرب " أي لأستأصلنك ، والضرب بالتحريك : الغليظ من العسل . يقال جزرت العسل إذا استخرجته من موضعه ، فإذا كان غليظا سهل استخراجه . وقد تقدم هذا الحديث في الجيم والراء والدال . والهروي لم يذكره إلا هاهنا .

( س ) وفي حديث جابر - رضي الله عنه - : " ما جزر عنه البحر فكل " أي ما انكشف عنه الماء من حيوان البحر ، يقال جزر الماء يجزر جزرا : إذا ذهب ونقص . ومنه الجزر والمد ، وهو رجوع الماء إلى خلف .

( هـ ) ومنه الحديث : إن الشيطان يئس أن يعبد في جزيرة العرب قال أبو عبيد : هو اسم صقع من الأرض ، وهو ما بين حفر أبي موسى الأشعري إلى أقصى اليمن في الطول ، وما بين رمل يبرين إلى منقطع السماوة في العرض . وقيل : هو من أقصى عدن إلى ريف العراق طولا ، ومن جدة وساحل البحر إلى أطراف الشام عرضا . قال الأزهري : سميت جزيرة لأن بحر فارس وبحر السودان أحاطا بجانبيها ، وأحاط بالجانب الشمالي دجلة والفرات . وقال مالك بن أنس : أراد بجزيرة العرب المدينة نفسها . وإذا أطلقت الجزيرة في الحديث ولم تضف إلى العرب فإنما يراد بها ما بين دجلة والفرات .

التالي السابق


الخدمات العلمية