صفحة جزء
( حمل ) * فيه " الحميل غارم " الحميل الكفيل : أي الكفيل ضامن .

( س ) ومنه حديث ابن عمر : " كان لا يرى بأسا في السلم بالحميل " أي الكفيل .

( س ) وفي حديث القيامة : " ينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل " وهو ما يجيء به السيل من طين أو غثاء وغيره ، فعيل بمعنى مفعول ، فإذا اتفقت فيه حبة واستقرت على شط مجرى السيل فإنها تنبت في يوم وليلة ، فشبه بها سرعة عود أبدانهم وأجسامهم إليهم بعد إحراق النار لها .

( هـ ) وفي حديث آخر : " كما تنبت الحبة في حمائل السيل " هو جمع حميل .

( هـ ) وفي حديث عذاب القبر : " يضغط المؤمن فيه ضغطة تزول منها حمائله " قال الأزهري : هي عروق أنثييه ، ويحتمل أن يراد موضع حمائل السيف : أي عواتقه وصدره وأضلاعه .

( هـ ) وفي حديث علي : " أنه كتب إلى شريح : الحميل لا يورث إلا ببينة " وهو الذي يحمل من بلاده صغيرا إلى بلاد الإسلام ، وقيل هو المحمول النسب ، وذلك أن يقول الرجل لإنسان : هذا أخي أو ابني ليزوي ميراثه عن مواليه ، فلا يصدق إلا ببينة .

( هـ ) وفيه " لا تحل المسألة إلا لثلاثة : رجل تحمل حمالة " الحمالة بالفتح : ما يتحمله الإنسان عن غيره من دية أو غرامة ، مثل أن يقع حرب بين فريقين تسفك فيها الدماء ، فيدخل بينهم رجل يتحمل ديات القتلى ليصلح ذات البين . والتحمل : أن يحملها عنهم على نفسه .

[ ص: 443 ] * ومنه حديث عبد الملك في هدم الكعبة وما بنى ابن الزبير منها " وددت ، أني تركته وما تحمل من الإثم في نقض الكعبة وبنائها " .

* وفي حديث قيس " قال : تحملت بعلي على عثمان في أمر " أي استشفعت به إليه .

( س ) وفيه " كنا إذا أمرنا بالصدقة انطلق أحدنا إلى السوق فتحامل " أي تكلف الحمل بالأجرة ليكتسب ما يتصدق به ، تحاملت الشيء : تكلفته على مشقة .

* ومنه الحديث الآخر : " كنا نحامل على ظهورنا " أي نحمل لمن يحمل لنا ، من المفاعلة ، أو هو من التحامل .

( س ) وفي حديث الفرع والعتيرة : " إذا استحمل ذبحته فتصدقت به " أي قوي على الحمل وأطاقه ; وهو استفعل من الحمل .

* وفي حديث تبوك " قال أبو موسى : أرسلني أصحابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أسأله الحملان " الحملان مصدر حمل يحمل حملانا ، وذلك أنهم أرسلوه يطلب منه شيئا يركبون عليه .

* ومنه تمام الحديث " قال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : ما أنا حملتكم ولكن الله حملكم أراد إفراد الله تعالى بالمن عليهم . وقيل : أراد لما ساق الله إليه هذه الإبل وقت حاجتهم كان هو الحامل لهم عليها ، وقيل : كان ناسيا ليمينه أنه لا يحملهم ، فلما أمر لهم بالإبل قال : ما أنا حملتكم ، ولكن الله حملكم ، كما قال للصائم الذي أفطر ناسيا : " أطعمك الله وسقاك " .

* وفي حديث بناء مسجد المدينة : * هذا الحمال لا حمال خيبر * الحمال بالكسر من الحمل . والذي يحمل من خيبر التمر : أي إن هذا في الآخرة أفضل من ذلك وأحمد عاقبة ، كأنه جمع حمل أو حمل ، ويجوز أن يكون مصدر حمل أو حامل .

* ومنه حديث عمر " فأين الحمال ؟ " يريد منفعة الحمل وكفايته ، وفسره بعضهم بالحمل الذي هو الضمان .

* وفيه " من حمل علينا السلاح فليس منا " أي من حمل السلاح على المسلمين لكونهم [ ص: 444 ] مسلمين فليس بمسلم ، فإن لم يحمله عليهم لأجل كونهم مسلمين فقد اختلف فيه : فقيل معناه : ليس مثلنا . وقيل : ليس متخلقا بأخلاقنا ولا عاملا بسنتنا .

( س ) وفي حديث الطهارة إذا كان الماء قلتين لم يحمل خبثا أي لم يظهره ولم يغلب عليه الخبث ، من قولهم فلان يحمل غضبه : أي لا يظهره . والمعنى أن الماء لا ينجس بوقوع الخبث فيه إذا كان قلتين . وقيل معنى لم يحمل خبثا : أنه يدفعه عن نفسه ، كما يقال فلان لا يحمل الضيم ، إذا كان يأباه ويدفعه عن نفسه . وقيل : معناه أنه إذا كان قلتين لم يحتمل أن تقع فيه نجاسة ; لأنه ينجس بوقوع الخبث فيه ، فيكون على الأول قد قصد أول مقادير المياه التي لا تنجس بوقوع النجاسة فيها وهو ما بلغ القلتين فصاعدا . وعلى الثاني قصد آخر المياه التي تنجس بوقوع النجاسة فيها وهو ما انتهى في القلة إلى القلتين . والأول هو القول ، وبه قال من ذهب إلى تحديد الماء بالقلتين ، وأما الثاني فلا .

* وفي حديث علي " لا تناظروهم بالقرآن فإنه حمال ذو وجوه " أي يحمل عليه كل تأويل فيحتمله . وذو وجوه : أي ذو معان مختلفة .

* وفي حديث تحريم الحمر الأهلية " قيل : لأنها كانت حمولة الناس " الحمولة بالفتح : ما يحتمل عليه الناس من الدواب ، سواء كانت عليها الأحمال أو لم تكن كالركوبة .

* ومنه حديث قطن " والحمولة المائرة لهم لاغية " أي الإبل التي تحمل الميرة .

* ومنه الحديث " من كانت له حمولة يأوي إلى شبع فليصم رمضان حيث أدركه " الحمولة بالضم : الأحمال ، يعني أنه يكون صاحب أحمال يسافر بها ، وأما الحمول بلا هاء فهي الإبل التي عليها الهوادج ، كان فيها نساء أو لم يكن .

التالي السابق


الخدمات العلمية