صفحة جزء
[ أرن ]

أرن : الأرن : النشاط ، أرن يأرن أرنا وإرانا وأرينا ; أنشد ثعلب للحذلمي :


متى ينازعهن في الأرين يذرعن أو يعطين بالماعون

، وهو أرن وأرون ، مثل مرح ومروح ، قال حميد الأرقط :


أقب ميفاء على الرزون     حد الربيع أرن أرون

، والجمع آران . التهذيب : الأرن البطر وجمعه آران . والإران : النشاط ; وأنشد ابن بري لابن أحمر يصف ثورا :


فانقض منحدبا ، كأن إرانه     قبس تقطع دون كف الموقد

وجمعه أرن . وأرن البعير ، بالكسر ، يأرن أرنا إذا مرح مرحا فهو أرن نشيط . والإران : الثور ، وجمعه أرن . غيره : الإران الثور الوحشي لأنه يؤارن البقرة أي يطلبها ، قال الشاعر :


وكم من إران قد سلبت مقيله     إذا ضن بالوحش العتاق معاقله

وآرن الثور البقرة مؤارنة وإرانا : طلبها ، وبه سمي الرجل إرانا ، وشاة إران : الثور لذلك ; قال لبيد :


فكأنها هي بعد غب كلالها     أو أسفع الخدين ، شاة إران

، وقيل : إران موضع ينسب إليه البقر كما قالوا : ليث خفية وجن عبقر . والمئران : كناس الثور الوحشي ، وجمعه الميارين والمآرين . الجوهري : الإران كناس الوحش ، قال الشاعر :


كأنه تيس إران منبتل

أي منبت ; وشاهد الجمع قول جرير :


قد بدلت ساكن الآرام بعدهم     والباقر الخيس ينحين المآرينا

، وقال سؤر الذئب :


قطعتها إذا المها تجوفت     مآرنا إلى ذراها أهدفت

والإران : الجنازة ، وجمعه أرن . وقال أبو عبيد : الإران خشب يشد بعضه إلى بعض تحمل فيه الموتى ، قال الأعشى :


أثرت في جناجن كإران ال     ميت عولين فوق عوج رسال

، وقيل : الإران تابوت الموتى . أبو عمرو : الإران تابوت خشب ، قال طرفة :


أمون كألواح الإران نسأتها     على لاحب كأنه ظهر برجد

ابن سيده : الإران سرير الميت ; وقول الراجز :


إذا ظبي الكنسات انغلا     تحت إران ، سلبته الظلا

يجوز أن يعني به شجرة شبه النعش ، وأن يعني به النشاط أي أن هذه المرأة سريعة خفيفة ، وذلك فيهن مذموم . والأرنة : الجبن الرطب ، وجمعها أرن ، وقيل : حب يلقى في اللبن فينتفخ ، ويسمى ذلك البياض الأرنة وأنشد :


هدان كشحم الأرنة المترجرج

وحكي الأرنى أيضا . والأرانى : الجبن الرطب ، على وزن فعالى وجمعه أراني . قال : ويقال للرجل إنما أنت كالأرنة وكالأرنى . والأرانى : حب بقل يطرح في اللبن فيجبنه ; وقول ابن أحمر :


وتقنع الحرباء أرنته

قيل : يعني السراب والشمس ; عن ابن الأعرابي . وقال ثعلب : يعني شعر رأسه ، وفي التهذيب : وتقنع الحرباء أرتته ، بتاءين قال : وهي الشعرات التي في رأسه . وقوله : هدان نوام لا يصلي ولا يبكر لحاجته ، وقد تهدن ويقال : هو مهدون ; قال :


ولم يعود نومة المهدون

الجوهري : وأرنة الحرباء ، بالضم ، موضعه من العود إذا انتصب عليه ; وأنشد بيت ابن أحمر :


وتعلل الحرباء أرنته     متشاوسا لوريده نقر

وكنى بالأرنة عن السراب لأنه أبيض ، ويروى : أربته ، بالباء ، وأربته : قلادته وأراد سلخه ، لأن الحرباء يسلخ كما يسلخ الحية ، فإذا سلخ بقي في عنقه منه شيء كأنه قلادة ، وقيل : الأرنة ما لف على الرأس . والأرون : السم ، وقيل : هو دماغ الفيل ، وهو سم ; أنشد ثعلب :


وأنت الغيث ينفع ما يليه     وأنت السم خالطه الأرون

أي خالطه دماغ الفيل ، وجمعه أرن . وقال ابن الأعرابي : هو حب بقلة يقال له الأرانى ، والأرانى أصول ثمر الضعة ، وقال أبو حنيفة : هي جناتها . والأرانية : ما يطول ساقه من شجر الحمض وغيره ، وفي نسخة : ما لا يطول ساقه من شجر الحمض وغيره . وفي حديث استسقاء عمر - رضي الله عنه - : حتى رأيت الأرينة تأكلها صغار الإبل ; الأرينة : نبت معروف يشبه الخطمي ، وقد روي هذا الحديث : حتى رأيت الأرنبة . قال شمر : قال بعضهم : سألت الأصمعي عن الأرينة فقال : نبت ، قال : وهي عندي الأرنبة ، قال : وسمعت في الفصيح من أعراب سعد بن بكر ببطن مر ، قال : ورأيته نباتا يشبه الخطمي عريض الورق . قال شمر : وسمعت غيره من أعراب كنانة يقولون : هو الأرين ، وقالت أعرابية من بطن مر : هي الأرينة ، وهي خطمينا وغسول الرأس ، قال أبو منصور : والذي حكاه شمر صحيح والذي روي عن الأصمعي أنه الأرنبة من الأرانب غير صحيح ، وشمر متقن ، وقد عني بهذا الحرف وسأل عنه غير واحد من الأعراب حتى أحكمه ، والرواة ربما صحفوا وغيروا ، قال : ولم أسمع الأرينة في باب النبات من واحد ولا رأيته في نبوت البادية ، قال : وهو خطأ عندي ، [ ص: 94 ] قال : وأحسب القتبي ذكر عن الأصمعي أيضا الأرنبة ، وهو غير صحيح وحكى ابن بري : الأرين ، على فعيل نبت بالحجاز له ورق كالخيري ، قال : ويقال أرن يأرن أرونا دنا للحج . النهاية : وفي حديث الذبيحة أرن أو اعجل ما أنهر الدم ; قال ابن الأثير : هذه اللفظة قد اختلف في ضبطها ومعناها ، قال الخطابي : هذا حرف طالما استثبت فيه الرواة وسألت عنه أهل العلم فلم أجد عند واحد منهم شيئا يقطع بصحته ، وقد طلبت له مخرجا فرأيته يتجه لوجوه : أحدها أن يكون من قولهم أران القوم فهم مرينون إذا هلكت مواشيهم ، فيكون معناه أهلكها ذبحا وأزهق نفسها بكل ما أنهر الدم غير السن والظفر ، على ما رواه أبو داود في السنن ، بفتح الهمزة وكسر الراء وسكون النون ، والثاني أن يكون إئرن ، بوزن أعرب ، من أرن يأرن إذا نشط وخف ، يقول : خف واعجل لئلا تقتلها خنقا ، وذلك أن غير الحديد لا يمور في الذكاة موره ، والثالث أن يكون بمعنى أدم الحز ولا تفتر من قولك رنوت النظر إلى الشيء إذا أدمته ، أو يكون أراد أدم النظر إليه وراعه ببصرك لئلا يزل عن المذبح ، وتكون الكلمة بكسر الهمزة والنون وسكون الراء بوزن ارم . قال الزمخشري : كل من علاك وغلبك فقد ران بك . ورين بفلان : ذهب به الموت . وأران القوم إذا رين بمواشيهم أي هلكت وصاروا ذوي رين في مواشيهم ، فمعنى أرن أي صر ذا رين في ذبيحتك ، قال : ويجوز أن يكون أران تعدية ران أي أزهق نفسها ; ومنه حديث الشعبي : اجتمع جوار فأرن أي نشطن ، من الأرن النشاط . وذكر ابن الأثير في حديث عبد الرحمن النخعي : لو كان رأي الناس مثل رأيك ما أدي الأريان ، وهو الخراج والإتاوة ، وهو اسم واحد كالشيطان . قال الخطابي : الأشبه بكلام العرب أن يكون الأربان ، بضم الهمزة والباء المعجمة بواحدة ، وهو الزيادة على الحق ، يقال فيه أربان وعربان ، فإن كانت معجمة باثنتين فهو من التأرية لأنه شيء قرر على الناس وألزموه .

التالي السابق


الخدمات العلمية