صفحة جزء
[ ثلب ]

ثلب : ثلبه يثلبه ثلبا : لامه وعابه وصرح بالعيب ، وقال فيه : وتنقصه . قال الراجز :


لا يحسن التعريض إلا ثلبا

غيره : الثلب : شدة اللوم ، والأخذ باللسان ، وهو المثلب يجري في العقوبات والثلب . ومثل : لا يحسن التعريض إلا ثلابا . والمثالب منه . والمثالب : العيوب ، وهي المثلبة والمثلبة . ومثالب الأمير والقاضي : معايبه . ورجل ثلب وثلب : معيب . وثلب الرجل ثلبا : [ ص: 32 ] طرده . وثلب الشيء : قلبه . وثلبه كثلمه على البدل . ورمح ثلب : متثلم . قال أبو العيال الهذلي :


وقد ظهر السوابغ في     هم والبيض واليلب
ومطرد من الخطي     لا عار ولا ثلب

اليلب : الدروع المعمولة من جلود الإبل ، وكذلك البيض تعمل أيضا من الجلود . وقوله : لا عار أي : لا عار من القشر . ومنه امرأة ثالبة الشوى أي : متشققة القدمين . قال جرير :


لقد ولدت غسان ثالبة الشوى     عدوس السرى لا يعرف الكرم جيدها

ورجل ثلب : منتهي الهرم متكسر الأسنان والجمع أثلاب ، والأنثى ثلبة ، وأنكرها بعضهم ، وقال : إنما هي ثلب . وقد ثلب تثليبا . والثلب : الشيخ - هذلية - . قال ابن الأعرابي : هو المسن ، ولم يخص بهذه اللغة قبيلة من العرب دون أخرى . وأنشد :


إما تريني اليوم ثلبا شاخصا

الشاخص : الذي لا يغب الغزو . وبعير ثلب إذا لم يلقح . والثلب - بالكسر - : الجمل الذي انكسرت أنيابه من الهرم ، وتناثر هلب ذنبه ، والأنثى ثلبة ، والجمع ثلبة ، مثل قرد وقردة . تقول منه : ثلب البعير تثليبا ; عن الأصمعي قاله في كتاب الفرق ; وفي الحديث : لهم من الصدقة الثلب والناب . الثلب من ذكور الإبل : الذي هرم وتكسرت أسنانه . والناب : المسنة من إناثها . ومنه حديث ابن العاص كتب إلى معاوية - رضي الله عنهما - : إنك جربتني فوجدتني لست بالغمر الضرع ، ولا بالثلب الفاني . الغمر : الجاهل . والضرع : الضعيف . وثلب جلده ثلبا ، فهو ثلب ، إذا تقبض . والثليب : كلأ عامين أسود ; حكاه أبو حنيفة عن أبي عمرو ; وأنشد :


رعين ثليبا ساعة ثم إننا     قطعنا عليهن الفجاج الطوامسا

والإثلب والأثلب : التراب والحجارة . وفي لغة : فتات الحجارة والتراب . قال شمر : الأثلب ، بلغة أهل الحجاز : الحجر ، وبلغة بني تميم : التراب . وبفيه الإثلب ، والكلام الكثير الأثلب ، أي : التراب والحجارة . قال :


ولكنما أهدي لقيس هدية     بفي من اهداها له الدهر إثلب

بفي متصل بقوله أهدي ثم استأنف ، فقال له : الدهر إثلب ، من إهدائي إياها . وقال رؤبة :


وإن تناهبه تجده منهبا     تكسو حروف حاجبيه الأثلبا

أراد تناهبه العدو ، والهاء للعير ، تكسو حروف حاجبيه الأثلب ، وهو التراب ترمي به قوائمها على حاجبيه . وحكى اللحياني : الإثلب لك والتراب . قال : نصبوه كأنه دعاء ، يريد : كأنه مصدر مدعو به ، وإن كان اسما كما سنذكره لك في الحصحص والتراب ، حين قالوا : الحصحص لك والتراب لك . وفي الحديث : الولد للفراش ، وللعاهر الإثلب . الإثلب - بكسر الهمزة واللام ، وفتحهما والفتح أكثر - : الحجر . والعاهر : الزاني . كما في الحديث الآخر : وللعاهر الحجر ، قيل : معناه الرجم ، وقيل : هو كناية عن الخيبة ، وقيل : الأثلب : التراب ، وقيل : دقاق الحجارة وهذا يوضح أن معناه الخيبة إذ ليس كل زان يرجم ، وهمزته زائدة . والأثلم ، كالأثلب ، عن الهجري . قال : لا أدري أبدل أم لغة . وأنشد :


أحلف لا أعطي الخبيث درهما     ظلما ولا أعطيه إلا الأثلما

والثليب : القديم من النبت . والثليب : نبت ، وهو من نجيل السباخ ، كلاهما عن كراع . والثلب : لقب رجل . والثلبوت : أرض . قال لبيد :


بأحزة الثلبوت يربأ فوقها     قفر المراقب خوفها آرامها

وقال أبو عبيد : ثلبوت : أرض - فأسقط منه الألف واللام ونون - ثم قال : أرض ، ولا أدري كيف هذا . والثلبوت : اسم واد بين طيئ وذبيان .

التالي السابق


الخدمات العلمية