صفحة جزء
[ أزا ]

أزا : الأزو : الضيق ; عن كراع . وأزيت إليه أزيا وأزيا : انضممت . وآزاني هو : ضمني ; قال رؤبة :


تغرف من ذي غيث وتوزي

وأزى يأزي أزيا وأزيا : انقبض واجتمع . ورجل متآزي الخلق ومتآزف الخلق إذا تدانى بعضه إلى بعض . وأزى الظل أزيا : قلص وتقبض ودنا بعضه إلى بعض ، فهو آز وأنشد ابن بري لعبد الله بن ربعي الأسدي :


وغلست والظل آز ما زحل     وحاضر الماء هجود ومصل

وأنشد لكثير المحاربي :


ونابحة كلفتها العيس ، بعدما     أزى الظل والحرباء موف على جذل

ابن بزرج : أزى الظل يأزو ويأزي ويأزى ; وأنشد :


الظل آز والسقاة تنتحي

، وقال أبو النجم :


إذا زاء محلوقا أكب برأسه     وأبصرته يأزي إلي ويزحل

أي ينقبض لك وينضم . الليث : أزى الشيء بعضه إلى بعض يأزي ، نحو اكتناز اللحم وما انضم من نحوه ; قال رؤبة :


عض السفار فهو آز زيمه

، وهو يوم أز إذا كان يغم الأنفاس ويضيقها لشدة الحر ; قال الباهلي :


ظل لها يوم من الشعرى أزي     نعوذ منه بزرانيق الركي

، قال ابن بري : يقال يوم آز وأز مثل آسن وأسن أي ضيق قليل الخير ; قال عمارة :


هذا الزمان مول خيره آزي

وأزى ماله : نقص . وأزى له أزيا : أتاه ليختله . الليث : أزيت لفلان آزي له أزيا إذا أتيته من وجه مأمنه لتختله . ويقال : هو بإزاء فلان أي بحذائه ممدودان . وقد آزيته إذا حاذيته ، ولا تقل وازيته . وقعد إزاءه أي قبالته . وآزاه : قابله . وفي الحديث : اختلف من كان قبلنا ثنتين وسبعين فرقة نجا منها ثلاث وهلك سائرها . وفرقة آزت الملوك فقاتلتهم على دين الله أي قاومتهم ، من آزيته إذا حاذيته . يقال : فلان إزاء لفلان إذا كان مقاوما له . وفي الحديث : فرفع يديه حتى آزتا شحمة أذنيه أي حاذتا . والإزاء : المحاذاة والمقابلة ; قال : ويقال فيه وازتا . وفي حديث صلاة الخوف : فوازينا العدو أي قابلناهم ، وأنكر الجوهري أن يقال وازينا . وتآزى القوم : دنا بعضهم إلى بعض ، قال اللحياني : هو في الجلوس خاصة ; وأنشد :

[ ص: 102 ]

لما تآزينا إلى دفء الكنف

وأنشد ابن بري لشاعر :


وإن أزى ماله لم يأز نائله     وإن أصاب غنى لم يلف غضبانا

والثوب يأزي إذا غسل ، والشمس أزيا : دنت للمغيب . والإزاء : سبب العيش ، وقيل : هو ما سبب من رغده وفضله . وإنه لإزاء مال إذا كان يحسن رعيته ويقوم عليه ; قال الشاعر :


ولكني جعلت إزاء مال     فأمنع بعد ذلك أو أنيل

، قال ابن جني : هو فعال من أزى الشيء يأزي إذا تقبض واجتمع ، فكذلك هذا الراعي يشح عليها ويمنع من تسربها ، وكذلك الأنثى بغير هاء ; قال حميد يصف امرأة تقوم بمعاشها :


إزاء معاش لا يزال نطاقها     شديدا وفيها سورة وهي قاعد

وهذا البيت في المحكم :


إزاء معاش ما تحل إزارها     من الكيس فيها سورة وهي قاعد

وفلان إزاء فلان إذا كان قرنا له يقاومه . وإزاء الحرب : مقيمها ; قال زهير يمدح قوما :


تجدهم على ما خيلت هم إزاءها     وإن أفسد المال الجماعات والأزل

أي تجدهم الذين يقومون بها . وكل من جعل قيما بأمر فهو إزاؤه ; ومنه قول ابن الخطيم :


ثأرت عديا والخطيم فلم أضع     وصية أقوام جعلت إزاءها

أي جعلت القيم بها . وإنه لإزاء خير وشر أي صاحبه . وهم إزاء لقومهم أي يصلحون أمرهم ; وقال الكميت :


لقد علم الشعب أنا لهم     إزاء وأنا لهم معقل

، قال ابن بري : البيت لعبد الله بن سليم . وبنو فلان إزاء بني فلان أي أقرانهم . وآزى على صنيعه إيزاء : أفضل وأضعف عليه ; قال رؤبة :


تغرف من ذي غيث وتوزي

، قال ابن سيده : هكذا روي وتوزي - بالتخفيف - على أن هذا الشعر كله غير مردف أي تفضل عليه . والإزاء : مصب الماء في الحوض ; وأنشد الأصمعي :


ما بين صنبور إلى إزاء

وقيل : هو جمع ما بين الحوض إلى مهوى الركية من الطي ، وقيل : هو حجر أو جلة أو جلد يوضع عليه . وأزيته تأزيا وتأزية الأخيرة نادرة ، وآزيته : جعلت له إزاء ، قال أبو زيد : آزيت الحوض إيزاء على أفعلت ، وأزيت الحوض تأزية وتوزيئا : جعلت له إزاء ، وهو أن يوضع على فمه حجر أو جلة أو نحو ذلك . قال أبو زيد : هو صخرة أو ما جعلت وقاية على مصب الماء حين يفرغ الماء ; قال امرؤ القيس :


فرماها في مرابضها     بإزاء الحوض أو عقره

وآزاه : صب الماء من إزائه . وآزى فيه : صب على إزائه . وآزاه أيضا : أصلح إزاءه ; عن ابن الأعرابي وأنشد :


يعجز عن إيزائه ومدره

مدره : إصلاحه بالمدر . وناقة آزية وأزية ، على فعلة ، كلاهما على النسب : تشرب من الإزاء . ابن الأعرابي : يقال للناقة التي لا ترد النضيح حتى يخلو لها الأزية ، والآزية على فاعلة ، والأزية على فعلة والقذور . ويقال للناقة إذا لم تشرب إلا من الإزاء : أزية ، وإذا لم تشرب إلا من العقر : عقرة . ويقال للقيم بالأمر : هو إزاؤه وأنشد ابن بري :


يا جفنة كإزاء الحوض قد كفئوا     ومنطقا مثل وشي اليمنة الحبره

، وقال خفاف بن ندبة :


كأن محافين السباع حفاضه     لتعريسها جنب الإزاء الممزق
معرس ركب قافلين بصرة     صراد إذا ما نارهم لم تخرق

وفي قصة موسى - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - : أنه وقف بإزاء الحوض ، وهو مصب الدلو وعقره مؤخره ; وأما قول الشاعر في صفة الحوض :


إزاؤه كالظربان الموفي

فإنما عنى به القيم ; قال ابن بري : قال ابن قتيبة : حدثني أبو العميثل الأعرابي ، وقد روى عنه الأصمعي ، قال : سألني الأصمعي عن قول الراجز في وصف ماء :


إزاؤه كالظربان الموفي

فقال : كيف يشبه مصب الماء بالظربان ؟ فقلت له : ما عندك فيه ؟ فقال لي : إنما أراد المستقى ، من قولك فلان إزاء مال إذا قام به ووليه ، وشبهه بالظربان لدفر رائحته وعرقه ; وبالظربان يضرب المثل في النتن . وأزوت الرجل وآزيته فهو مأزو ومؤزى أي جهدته فهو مجهود ; قال الطرماح :


وقد بات يأزوه ندى وصقيع

أي يجهده ويشئزه . أبو عمرو : تأزى القدح إذا أصاب الرمية فاهتز فيها . وتأزى فلان عن فلان إذا هابه . وروى ابن السكيت قال : قال أبو حازم العكلي ، [ راوي القصيدة ] ، جاء رجل إلى حلقة يونس فأنشدنا هذه القصيدة فاستحسنها أصحابه ; وهي :


ألزي مستهنئ في البديء     فيرمأ فيه ولا يبذؤه
وعندي زؤازية وأبة     تزأزئ بالدأث ما تهجؤه

[ ص: 103 ] ، قال : أزي جعل في مكان صلح . والمستهنئ : المستعطي ; أراد أن الذي جاء يطلب خيري أجعله في البديء أي في أول من يجيء ، فيرمأ : يقيم فيه ، ولا يبذؤه أي لا يكرهه ، وزؤازية : قدر ضخمة وكذلك الوأبة ، تزأزئ أي تضم ، والدأث : اللحم والودك . ما تهجؤه أي ما تأكله .

التالي السابق


الخدمات العلمية