صفحة جزء
[ جذم ]

جذم : الجذم : القطع . جذمه يجذمه جذما : قطعه ، فهو جذيم . وجذمه فانجذم وتجذم . وجذب فلان حبل وصاله ، وجذمه إذا قطعه . قال البعيث :


ألا أصبحت خنساء جاذمة الوصل



والجذم : سرعة القطع ؛ وفي حديث زيد بن ثابت : أنه كتب إلى معاوية أن أهل المدينة طال عليهم الجذم والجذب ، أي : انقطاع الميرة عنهم . والجذمة : القطعة من الشيء يقطع طرفه ويبقى جذمه ، وهو أصله . والجذمة : السوط ؛ لأنه يتقطع مما يضرب به . والجذمة من السوط : ما يقطع طرفه الدقيق ، ويبقى أصله ؛ قال ساعدة بن جؤية :


يوشونهن إذا ما آنسوا فزعا     تحت السنور بالأعقاب والجذم



ورجل مجذام ومجذامة قاطع للأمور فيصل . قال اللحياني : رجل مجذامة للحرب والسير والهوى أي : يقطع هواه ويدعه . الجوهري : رجل مجذامة أي : سريع القطع للمودة ؛ وأنشد ابن بري :


وإني لباقي الود مجذامة الهوى     إذا الإلف أبدى صفحة غير طائل



والأجذم : المقطوع اليد ، وقيل : هو الذي ذهبت أنامله ، جذمت يده جذما وجذمها وأجذمها ، والجذمة والجذمة : موضع الجذم منها . والجذمة : القطعة من الحبل وغيره . وحبل جذم مجذوم : مقطوع ؛ قال :


هلا تسلي حاجة عرضت     علق القرينة حبلها جذم



والجذم : مصدر الأجذم اليد ، وهو الذي ذهبت أصابع كفيه . ويقال : ما الذي جذم يديه وما الذي أجذمه حتى جذم . والجذام من [ ص: 106 ] الداء : - معروف - لتجذم الأصابع وتقطعها . ورجل أجذم ومجذم : نزل به الجذام ؛ الأول عن كراع ؛ غيره : وقد جذم الرجل - بضم الجيم - فهو مجذوم . قال الجوهري : ولا يقال أجذم . والجاذم : الذي ولي جذمه . والمجذم : الذي ينزل به ذلك ؛ والاسم الجذام . وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : من تعلم القرآن ثم نسيه لقي الله يوم القيامة وهو أجذم . قال أبو عبيد : الأجذم المقطوع اليد . يقال : جذمت يده تجذم جذما إذا انقطعت فذهبت ، فإن قطعتها أنت قلت : جذمتها أجذمها جذما ؛ قال : وفي حديث علي من نكث بيعته لقي الله وهو أجذم ، ليست له يد ، فهذا تفسيره ؛ وقال المتلمس :


وهل كنت إلا مثل قاطع كفه     بكف له أخرى فأصبح



وقال القتيبي : الأجذم في هذا الحديث الذي ذهبت أعضاؤه كلها ، قال : وليست يد الناسي للقرآن أولى بالجذم من سائر أعضائه . ويقال : رجل أجذم ومجذوم ومجذم إذا تهافتت أطرافه من داء الجذام . قال الأزهري : وقول القتيبي قريب من الصواب . قال ابن الأثير : وقال ابن الأنباري ردا على ابن قتيبة : لو كان العقاب لا يقع إلا بالجارحة التي باشرت المعصية لما عوقب الزاني بالجلد والرجم في الدنيا ، وفي الآخرة بالنار ؛ وقال ابن الأنباري : معنى الحديث أنه لقي الله وهو أجذم الحجة ، لا لسان له يتكلم به ، ولا حجة في يده . وقول علي : ليست له يد أي : لا حجة له ، وقيل : معناه لقيه ، وهو منقطع السبب ، يدل عليه قوله : القرآن سبب بيد الله ، وسبب بأيديكم ، فمن نسيه فقد قطع سببه ؛ وقال الخطابي : معنى الحديث ما ذهب إليه ابن الأعرابي ، وهو أن من نسي القرآن لقي الله تعالى خالي اليد من الخير ، صفرها من الثواب ، فكنى باليد عما تحويه وتشتمل عليه من الخير ؛ قال ابن الأثير : وفي تخصيص حديث علي بذكر اليد معنى ليس في حديث نسيان القرآن ؛ لأن البيعة تباشرها اليد من بين سائر الأعضاء ، وهو أن يضع المبايع يده في يد الإمام عند عقد البيعة ، وأخذها عليه ؛ ومنه الحديث : كل خطبة ليس فيها شهادة كاليد الجذماء أي : المقطوعة . وفي الحديث أنه قال لمجذوم في وفد ثقيف : ارجع فقد بايعناك ؛ المجذوم : الذي أصابه الجذام ، كأنه من جذم فهو مجذوم ، وإنما رده النبي - صلى الله عليه وسلم - لئلا ينظر أصحابه إليه فيزدروه ويروا لأنفسهم فضلا عليه فيدخلهم العجب والزهو ، أو لئلا يحزن المجذوم برؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه وما فضلوا عليه ، فيقل شكره على بلاء الله ، وقيل : لأن الجذام من الأمراض المعدية ، وكان العرب تتطير منه وتتجنبه ، فرده لذلك أو لئلا يعرض لأحدهم جذام ، فيظن أن ذلك قد أعداه ، ويعضد ذلك حديثه الآخر : أنه أخذ بيد مجذوم فوضعها مع يده في القصعة ، وقال : كل ثقة بالله وتوكلا عليه ، وإنما فعل ذلك ليعلم الناس أن شيئا من ذلك لا يكون إلا بتقدير الله - عز وجل - ؛ ورد الأول لئلا يأثم فيه الناس ، فإن يقينهم يقصر عن يقينه . وفي الحديث : لا تديموا النظر إلى المجذومين ؛ لأنه إذا أدام النظر إليه حقره ، ورأى لنفسه عليه فضلا ، وتأذى به المنظور إليه . وفي حديث ابن عباس : أربع لا يجزن في البيع ولا النكاح : المجنونة ، والمجذومة ، والبرصاء ، والعفلاء ، والجمع من ذلك جذمى ، مثل حمقى ونوكى . وجذم الرجل - بالكسر - جذما : صار أجذم ، وهو المقطوع اليد . والجذم - بالكسر - : أصل الشيء ، وقد يفتح . وجذم كل شيء : أصله ، والجمع أجذام وجذوم . وجذم الشجرة : أصلها ، وكذلك من كل شيء . وجذم القوم : أصلهم . وفي حديث حاطب : لم يكن رجل من قريش إلا له جذم بمكة ؛ يريد الأهل والعشيرة . وجذم الأسنان : منابتها ؛ وقال الحارث بن وعلة الذهلي :


الآن لما ابيض مسربتي     وعضضت من نابي على جذم



أي كبرت حتى أكلت على جذم نابي . وفي حديث عبد الله بن زيد في الأذان : أنه رأى في المنام كأن رجلا نزل من السماء فعلا جذم حائط فأذن ؛ الجذم : الأصل أراد بقية حائط أو قطعة من حائط . والجذم والخذم : القطع . والانجذام : الانقطاع ؛ قال النابغة :


بانت سعاد فأمسى حبلها انجذما     واحتلت الشرع فالأجراع من إضما



وفي حديث قتادة في قوله تعالى : والركب أسفل منكم ؛ قال : انجذم أبو سفيان بالعير أي : انقطع بها من الركب . وسار وأجذم السير : أسرع فيه ؛ قال لبيد :


صائب الجذمة من غير فشل



ابن الأعرابي : الجذمة في بيته الإسراع ، جعله اسما من الإجذام ، وجعله الأصمعي بقية السوط وأصله . الليث وغيره : الإجذام السرعة في السير . وأجذم البعير في سيره أي : أسرع . ورجل مجذام الركض في الحرب : سريع الركض فيها . وقال اللحياني : أجذم الفرس وغيره مما يعدو واشتد عدوه . والإجذام : الإقلاع عن الشيء ؛ قال الربيع بن زياد :


وحرق قيس علي البلا     د حتى إذا اضطرمت أجذما



ورجل مجذم : مجرب ؛ عن كراع . والجذمة : بلحات يخرجن في قمع واحد ، فمجموعها يقال له جذمة . والجذامة من الزرع : ما بقي بعد الحصد . وجذمان : نخل ؛ قال قيس بن الخطيم :


فلا تقربوا جذمان إن حمامه     وجنته تأذى بكم فتحملوا



وقوله في الحديث : أنه أتي بتمر من تمر اليمامة فقال : ما هذا ؟ فقيل : الجذامي ، فقال : اللهم بارك في الجذامي ؛ قال ابن الأثير : قيل هو تمر أحمر اللون ، وقد ذكر ابن سيده في ترجمة جدم - بالدال - اليابسة شيئا من هذا . والجذماء : امرأة من بني شيبان كانت ضرة للبرشاء ، وهي امرأة أخرى ، فرمت الجذماء البرشاء بنار فأحرقتها ، فسميت البرشاء ثم وثبت عليها البرشاء فقطعت يدها فسميت الجذماء . وبنو جذيمة : حي من عبد القيس ، ومنازلهم البيضاء بناحية الخط من البحرين . وجذام : قبيلة من اليمن تنزل بجبال حسمى ، وتزعم نساب مضر [ ص: 107 ] أنهم من معد قال الكميت يذكر انتقالهم إلى اليمن بنسبهم :


نعاء جذاما غير موت ولا قتل     ولكن فراقا للدعائم والأصل



ابن سيده : جذام حي من اليمن ، قيل : هم من ولد أسد بن خزيمة ؛ وقول أبي ذؤيب :


كأن ثقال المزن بين تضارع     وشابة برك من جذام لبيج



أراد برك من إبل جذام ؛ وخصهم لأنهم أكثر الناس إبلا ؛ كقول النابغة الجعدي :


فأصبحت الثيران غرقى وأصبحت     نساء تميم يلتقطن الصياصيا



ذهب إلى أن تميما حاكة ، فنساؤهم يلتقطن قرون البقر الميتة في السيل . قال سيبويه : إن قالوا : ولد جذام كذا وكذا صرفته ؛ لأنك قصدت قصد الأب ، قال : وإن قلت : هذه جذام فهي كسدوس . وجذيمة : قبيلة ؛ والنسب إليها جذمي ، وهو من نادر معدول النسب . وجذيمة : ملك من ملوك العرب ؛ قال الجوهري : جذيمة الأبرش ملك الحيرة صاحب الزباء ، وهو جذيمة بن مالك بن فهم بن دوس من الأزد . الجوهري : جذيمة قبيلة من عبد القيس ينسب إليهم جذمي - بالتحريك - وكذلك إلى جذيمة أسد . قال سيبويه : وحدثني بعض من أثق به يقول في بني جذيمة جذمي - بضم الجيم - قال أبو زيد : إذا قال سيبويه حدثني من أثق به فإنما يعنيني . ويقال : ما سمعت له جذمة أي : كلمة ؛ قال ابن سيده : وليست بالثبت اه .

التالي السابق


الخدمات العلمية