صفحة جزء
[ جزع ]

جزع : قال الله تعالى : إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا ; الجزوع : ضد الصبور على الشر ، والجزع نقيض الصبر . جزع - بالكسر - يجزع جزعا فهو جازع وجزع وجزع وجزوع ، وقيل : إذا كثر منه الجزع ، فهو جزوع وجزاع ; عن ابن الأعرابي : وأنشد :


ولست بميسم في الناس يلحى على ما فاته وخم جزاع

وأجزعه غيره . والهجزع : الجبان ، هفعل من الجزع ، هاؤه بدل من الهمزة ; عن ابن جني ; قال : ونظيره هجرع وهبلع فيمن أخذه من الجرع والبلع ، ولم يعتبر سيبويه ذلك . وأجزعه الأمر ; قال أعشى باهلة :


فإن جزعنا فإن الشر أجزعنا     وإن صبرنا فإنا معشر صبر

وفي الحديث : لما طعن عمر جعل ابن عباس - رضي الله عنهما - يجزعه ; قال ابن الأثير : أي : يقول له ما يسليه ويزيل جزعه ، وهو الحزن والخوف . والجزع : قطعك واديا أو مفازة أو موضعا تقطعه عرضا ، وناحيتاه جزعاه . وجزع الموضع يجزعه جزعا : قطعه عرضا ; قال الأعشى :


جازعات بطن العقيق كما تم     ضي رفاق أمامهن رفاق

وجزع الوادي - بالكسر - : حيث تجزعه أي : تقطعه ، وقيل منقطعه ، وقيل جانبه ومنعطفه ، وقيل هو ما اتسع من مضايقه أنبت أو لم [ ص: 141 ] ينبت ، وقيل : لا يسمى جزع الوادي جزعا حتى تكون له سعة تنبت الشجر وغيره ; واحتج بقول لبيد :


حفزت وزايلها السراب كأنها     أجزاع بئشة أثلها ورضامها

وقيل : هو منحناه ، وقيل : هو إذا قطعته إلى الجانب الآخر ، وقيل : هو رمل لا نبات فيه ، والجمع أجزاع . وجزع القوم : محلتهم ; قال الكميت :


وصادفن مشربه والمسا     م شربا هنيا وجزعا شجيرا

وجزعة الوادي : مكان يستدير ويتسع ويكون فيه شجر يراح فيه المال من القر ويحبس فيه إذا كان جائعا أو صادرا أو مخدرا ، والمخدر : الذي تحت المطر . وفي الحديث : أنه وقف على محسر فقرع راحلته فخبت حتى جزعه ، أي : قطعه عرضا ; قال امرؤ القيس :


فريقان منهم سالك بطن نخلة     وآخر منهم جازع نجد كبكب

وفي حديث الضحية : فتفرق الناس إلى غنيمة فتجزعوها ، أي : اقتسموها ، وأصله من الجزع القطع . وانجزع الحبل : انقطع بنصفين ، وقيل : هو أن ينقطع ، أيا كان ، إلا أن ينقطع من الطرف . والجزعة والجزعة : القليل من المال والماء . وانجزعت العصا : انكسرت بنصفين . وتجزع السهم : تكسر ; قال الشاعر :


إذا رمحه في الدارعين تجزعا

واجتزعت من الشجرة عودا : اقتطعته واكتسرته . ويقال : جزع لي من المال جزعة أي : قطع لي منه قطعة . وبسرة مجزعة ومجزعة إذا بلغ الإرطاب ثلثيها . وتمر مجزع ومجزع ومتجزع : بلغ الإرطاب نصفه ، وقيل : بلغ الإرطاب من أسفله إلى نصفه ، وقيل : إلى ثلثيه ، وقيل : بلغ بعضه من غير أن يحد ، وكذلك الرطب والعنب . وقد جزع البسر والرطب وغيرهما تجزيعا ، فهو مجزع . قال شمر : قال المعري المجزع - بالكسر - وهو عندي بالنصب على وزن مخطم . قال الأزهري : وسماعي من الهجريين رطب مجزع - بكسر الزاي - كما رواه المعري عن أبي عبيد . ولحم مجزع ومجزع : فيه بياض وحمرة ، ونوى مجزع إذا كان محكوكا . وفي حديث أبي هريرة : أنه كان يسبح بالنوى المجزع ، وهو الذي حك بعضه بعضا حتى ابيض الموضع المحكوك منه ، وترك الباقي على لونه تشبيها بالجزع . ووتر مجزع : مختلف الوضع ، بعضه رقيق ، وبعضه غليظ ، وجزع : مكان لا شجر فيه . والجزع والجزع : الأخيرة ; عن كراع : ضرب من الخرز ، وقيل : هو الخرز اليماني ، وهو الذي فيه بياض وسواد تشبه به الأعين ; قال امرؤ القيس :


كأن عيون الوحش حول خبائنا     وأرحلنا الجزع الذي لم يثقب

واحدته جزعة ; قال ابن بري : سمي جزعا ; لأنه مجزع أي : مقطع بألوان مختلفة أي : قطع سواده ببياضه ، وكأن الجزعة مسماة بالجزعة ، المرة الواحدة من جزعت . وفي حديث عائشة - رضي الله عنها - : انقطع عقد لها من جزع ظفار . والجزع : المحور الذي تدور فيه المحالة ، لغة - يمانية - . والجازع : خشبة معروضة بين خشبتين منصوبتين ، وقيل : بين شيئين يحمل عليها ، وقيل : هي التي توضع بين خشبتين منصوبتين عرضا ، لتوضع عليها سروع الكروم وعروشها وقضبانها ، لترفعها عن الأرض . فإن وصفت قيل : جازعة . والجزعة والجزعة من الماء واللبن : ما كان أقل من نصف السقاء والإناء والحوض . وقال اللحياني مرة : بقي في السقاء جزعة من ماء ، وفي الوطب جزعة من لبن إذا كان فيه شيء قليل . وجزعت في القربة : جعلت فيها جزعة ، وقد جزع الحوض إذا لم يبق فيه إلا جزعة . ويقال : في الغدير جزعة وجزعة ، ولا يقال في الركية جزعة وجزعة ، وقال ابن شميل : يقال في الحوض جزعة وجزعة ، وهي الثلث أو قريب منه ، وهي الجزع والجزع . وقال ابن الأعرابي : الجزعة والكثبة والغرفة والخمطة البقية من اللبن . والجزعة : القطعة من الليل ، ماضية أو آتية ، يقال : مضت جزعة من الليل أي : ساعة من أولها وبقيت جزعة من آخرها . أبو زيد : كلأ جزاع وهو الكلأ الذي يقتل الدواب ومنه الكلأ الوبيل . والجزيعة : القطيعة من الغنم . وفي الحديث : ثم انكفأ إلى كبشين أملحين فذبحهما ، وإلى جزيعة من الغنم فقسمها بيننا ، الجزيعة : القطعة من الغنم تصغير جزعة - بالكسر - ، وهو القليل من الشيء ; قال ابن الأثير : هكذا ضبطه الجوهري مصغرا ، والذي جاء في المجمل لابن فارس الجزيعة - بفتح الجيم وكسر الزاي - وقال : هي القطعة من الغنم فعيلة بمعنى مفعولة ، قال : وما سمعناها في الحديث إلا مصغرة . وفي حديث المقداد : أتاني الشيطان فقال : إن محمدا يأتي الأنصار فيتحفونه ما به حاجة إلى هذه الجزيعة ، هي تصغير جزعة يريد القليل من اللبن ، هكذا ذكره أبو موسى وشرحه ، والذي جاء في صحيح مسلم : ما به حاجة إلى هذه الجزعة ، غير مصغرة ، وأكثر ما يقرأ في كتاب مسلم : الجرعة - بضم الجيم وبالراء - وهي الدفعة من الشرب . والجزع : الصبغ الأصفر الذي يسمى العروق في بعض اللغات .

التالي السابق


الخدمات العلمية