صفحة جزء
[ جشأ ]

جشأ : جشأت نفسه تجشأ جشوءا : ارتفعت ونهضت إليه وجاشت من حزن أو فزع . وجشأت : ثارت للقيء . شمر : جشأت نفسي وخبثت ولقست واحد . ابن شميل : جشأت إلي نفسي أي : خبثت من الوجع مما تكره ، تجشأ ; وأنشد :


وقولي كلما جشأت لنفسي مكانك تحمدي أو تستريحي

يريد تطلعت ونهضت جزعا وكراهة . وفي حديث الحسن : جشأت الروم على عهد عمر أي : نهضت وأقبلت من بلادها ، وهو من جشأت نفسي إذا نهضت من حزن أو فزع . وجشأ الرجل إذا نهض من أرض إلى أرض . وفي حديث علي - كرم الله وجهه - : فجشأ على نفسه ، قال ثعلب : معناه ضيق عليها . ابن الأعرابي : الجشء : الكثير . وقد جشأ الليل والبحر إذا أظلم وأشرف عليك . وجشاء الليل والبحر : دفعته . والتجشؤ : تنفس المعدة عند الامتلاء . وجشأت المعدة وتجشأت : تنفست ، والاسم الجشاء - ممدود - على وزن فعال كأنه من باب العطاس والدوار والبوال . وكان علي بن حمزة يقول ذلك ، وقال : إنما الجشأة هبوب الريح عند الفجر . والجشأة على مثال الهمزة : الجشأة ; قال الراجز :


في جشأة من جشآت الفجر

قال ابن بري : والذي ذكره أبو زيد : جشأة - بتسكين الشين - وهذا مستعار للفجر من الجشأة عن الطعام ; وقال علي بن حمزة : إنما الجشأة هبوب الريح عند الفجر . وتجشأ تجشؤا ، والتجشئة مثله . قال أبو محمد الفقعسي :


ولم تبت حمى به توصمه     ولم يجشئ عن طعام يبشمه

وجشأت الغنم : وهو صوت تخرجه من حلوقها ; وقال امرؤ القيس :


إذا جشأت سمعت لها ثغاء     كأن الحي صبحهم نعي

قال : ومنه اشتق تجشأت .

والجشء : القضيب ، وقوس جشء : مرنة خفيفة ، والجمع أجشاء وجشآت . وفي الصحاح : الجشء : القوس الخفيفة ; وقالالليث : هي ذات الإرنان ، في صوتها وقسي أجشاء وجشآت ; وأنشد لأبي ذؤيب :


ونميمة من قانص متلبب     في كفه جشء أجش وأقطع

وقال الأصمعي : هو القضيب من النبع الخفيف . وسهم جشء : خفيف ، حكاه يعقوب في المبدل ; وأنشد :


ولو دعا ناصره لقيطا     لذاق جشأ لم يكن مليطا

المليط : الذي لا ريش عليه . وجشأ فلان عن الطعام : إذا اتخم فكره الطعام . وقد جشأت نفسه ، فما تشتهي طعاما ، تجشأ . وجشأت الوحش : ثارت ثورة واحدة . وجشأ القوم من بلد إلى بلد : خرجوا ، وقال العجاج :


أحراس ناس جشئوا وملت     أرضا وأحوال الجبان أهولت

جشئوا : نهضوا من أرض إلى أرض ، يعني الناس . وملت أرضا ; وأهولت : اشتد هولها . واجتشأ البلاد واجتشأته : لم توافقه ، كأنه من جشأت نفسي .

التالي السابق


الخدمات العلمية