صفحة جزء
[ جعر ]

جعر : الجعار : حبل يشد به المستقي وسطه إذا نزل في البئر لئلا يقع فيها ، وطرفه في يد رجل فإن سقط مده به ; وقيل : هو حبل يشده الساقي إلى وتد ثم يشده في حقوه وقد تجعر به ; قال :


ليس الجعار مانعي من القدر ولو تجعرت بمحبوك ممر

والجعرة : الأثر الذي يكون في وسط الرجل من الجعار ; حكاه ثعلب ; وأنشد :


لو كنت سيفا كان أثرك جعرة     وكنت حرى ألا يغيرك الصقل

والجعرة : شعير غليظ القصب عريض ضخم السنابل كأن سنابله جراء الخشخاش ، ولسنبله حروف عدة ، وحبه طويل عظيم أبيض ، وكذلك سنبله وسفاه ، وهو رقيق خفيف المئونة في الدياس ، والآفة إليه سريعة ، وهو كثير الريع طيب الخبز ، كله عن أبي حنيفة . والجعروران : خبراوان إحداهما لبني نهشل ، والأخرى لبني عبد الله بن دارم ، يملؤهما جميعا الغيث الواحد ، فإذا ملئت الجعروران وثقوا بكرع شائهم ; عن ابن الأعرابي ; وأنشد :


إذا أردت الحفر بالجعرور     فاعمل بكل مارن صبور
لا غرف بالدرحاية القصير     ولا الذي لوح بالقتير

الدرحاية : العريض القصير ; يقول : إذا غرف الدرحاية مع الطويل الضخم بالحفنة من الغدير ، غدير الخبراء ، لم يلبث الدرحاية أن يزكته الربو فيسقط . زكته الربو . ملأ جوفه . وفي التهذيب : والجعور خبراء لبني نهشل ، والجعور الأخرى خبراء لبني عبد الله بن دارم . وجعار : اسم للضبع ; لكثرة جعرها ، وإنما بنيت على الكسر ; لأنه حصل فيها العدل والتأنيث والصفة الغالبة ، ومعنى قولنا غالبة أنها غلبت على الموصوف حتى صار يعرف بها كما يعرف باسمه ، وهي معدولة عن جاعرة ، فإذا منع من الصرف بعلتين وجب البناء بثلاث ; لأنه ليس بعد منع الصرف إلا منع الإعراب ; وكذلك القول في حلاق اسم للمنية ; وقول الشاعر الهذلي في صفة الضبع :


عشنزرة جواعرها ثمان     فويق زماعها خدم حجول
تراها الضبع أعظمهن رأسا     جراهمة لها حرة وثيل

قيل : ذهب إلى تفخيمها كما سميت حضاجر ، وقيل : هي أولادها وجعلها الشاعر خنثى لها حرة وثيل ; قال بعضهم : جواعرها ثمان ; لأن للضبع خروقا كثيرة . والجراهمة : المغتلمة . قال الأزهري : الذي عندي في تفسير جواعرها ثمان كثرة جعرها . والجواعر : جمع الجاعرة ، وهو الجعر أخرجه على فاعلة وفواعل ، ومعناه المصدر ، كقول العرب : سمعت رواغي الإبل أي : رغاءها ، وثواغي الشاء أي : ثغاءها ، وكذلك العافية مصدر ، وجمعها عواف . قال الله تعالى : ليس لها من دون الله كاشفة ; أي : ليس لها من دونه - عز وجل - كشف وظهور . وقال الله - عز وجل - : لا تسمع فيها لاغية ; أي : لغوا ، ومثله كثير في كلام العرب ، ولم يرد عددا محصورا بقوله جواعرها ثمان ، ولكنه وصفها بكثرة الأكل والجعر ، وهي من آكل الدواب ، وقيل : وصفها بكثرة الجعر كأن لها جواعر كثيرة كما يقال فلان يأكل في سبعة أمعاء ، وإن كان له معى واحد ، وهو مثل لكثرة أكله ; قال ابن بري البيت أعني :


عشنزرة جواعرها ثمان

لحبيب بن عبد الله الأعلم . وللضبع جاعرتان ، فجعل لكل جاعرة أربعة غضون ، وسمى كل غضن منها جاعرة باسم ما هي فيه . وجيعر وجعار وأم جعار ، كله : الضبع لكثرة جعرها . وفي المثل : روعي جعار وانظري أين المفر ; يضرب لمن يروم أن يفلت ولا يقدر على ذلك ; وهذا المثل في التهذيب يضرب في فرار الجبان وخضوعه . ابن السكيت : تشتم المرأة فيقال لها : قومي جعار ، تشبه بالضبع . ويقال للضبع : تيسي أو عيثي جعار ; وأنشد :


فقلت لها عيثي جعار وجرري     بلحم امرئ لم يشهد القوم ناصره

والمجعر : الدبر . ويقال للدبر : الجاعرة والجعراء . والجعر : نجو كل ذات مخلب من السباع . والجعر : ما تيبس في الدبر من العذرة . والجعر : يبس الطبيعة ، وخص ابن الأعرابي به جعر الإنسان إذا كان يابسا ، والجمع جعور ; ورجل مجعار إذا كان كذلك . وفي حديث عمرو بن دينار : كانوا يقولون في الجاهلية : دعوا الصرورة بجهله ، وإن رمى بجعره في رحله ; قال ابن الأثير : الجعر ما يبس من الثفل في الدبر أو خرج يابسا ، ومنه حديث عمر : إني مجعار البطن أي : يابس الطبيعة ; وفي حديثه الآخر : إياكم ونومة الغداة فإنها مجعرة ; يريد يبس الطبيعة أي : أنها مظنة لذلك . وجعر الضبع والكلب والسنور يجعر جعرا : خرئ . والجعراء : الاست ، وقال كراع الجعرى ، قال : ولا نظير لها إلا الجعبى ، وهي الاست أيضا والزمكي والزمجى وكلاهما أصل الذنب من الطائر ، والقمصى الوثوب ، والعبدى العبيد ، والجرشى النفس ; والجعرى أيضا : كلمة يلام بها [ ص: 156 ] الإنسان كأنه ينسب إلى الاست . وبنو الجعراء : حي من العرب يعيرون بذلك ; قال :


دعت كندة الجعراء بالخرج مالكا     وندعو لعوف تحت ظل القواصل

والجعراء : دغة بنت مغنج ، ولدت في بلعنبر ، وذلك أنها خرجت وقد ضربها المخاض فظنته غائطا ، فلما جلست للحدث ولدت فأتت أمها ، فقالت : يا أمت هل يفتح الجعر فاه ؟ ففهمت عنها ، فقالت : نعم ، ويدعو أباه ، فتميم تسمى بلعنبر الجعراء لذلك . والجاعرة : مثل الروث من الفرس . والجاعرتان : حرفا الوركين المشرفان على الفخذين ، وهما الموضعان اللذان يرقمهما البيطار ، وقيل : الجاعرتان موضع الرقمتين من است الحمار ; قال كعب بن زهير يذكر الحمار والأتن :


إذا ما انتحاهن شؤبوبه     رأيت لجاعرتيه غضونا

وقيل : هما ما اطمأن من الورك والفخذ في موضع المفصل ، وقيل : هما رءوس أعالي الفخذين ، وقيل : هما مضرب الفرس بذنبه على فخذيه ، وقيل : هما حيث يكوى الحمار في مؤخره على كاذتيه . وفي حديث العباس : أنه وسم الجاعرتين ; هما لحمتان تكتنفان أصل الذنب ، وهما من الإنسان في موضع رقمتي الحمار . وفي الحديث : أنه كوى حمارا في جاعرتيه . وفي كتاب عبد الملك إلى الحجاج : قاتلك الله أسود الجاعرتين ! قيل : هما اللذان يبتدئان الذنب . والجعار : من سمات الإبل وسم في الجاعرة ; عن ابن حبيب من تذكرة أبي علي . والجعرانة : موضع ; وفي الحديث : أنه نزل الجعرانة ، وتكرر ذكرها في الحديث ، وهي موضع قريب من مكة ، وهي في الحل وميقات الإحرام ، وهي - بتسكين العين والتخفيف - وقد تكسر العين وتشدد الراء . والجعرور : ضرب من التمر صغار لا ينتفع به . وفي الحديث : أنه نهى عن لونين في الصدقة من التمر : الجعرور ولون الحبيق ; قال الأصمعي : الجعرور ضرب من الدقل يحمل رطبا صغارا لا خير فيه ، ولون الحبيق من أردإ التمران أيضا . والجعرور : دويبة من أحناش الأرض . ولصبيان الأعراب لعبة يقال لها الجعرى ، الراء شديدة ، وذلك أن يحمل الصبي بين اثنين على أيديهما ; ولعبة أخرى يقال لها سفد اللقاح ، وذلك انتظام الصبيان بعضهم في إثر بعض ، كل واحد آخذ بحجزة صاحبه من خلفه . وأبو جعران : الجعل عامة ، وقيل : ضرب من الجعلان . وأم جعران : الرخمة ; كلاهما عن كراع .

التالي السابق


الخدمات العلمية