صفحة جزء
[ جعل ]

جعل : جعل الشيء يجعله جعلا ومجعلا واجتعله : وضعه ; قال أبو زبيد :


وما مغب بثني الحنو مجتعل في الغيل في ناعم البردي محرابا

وقال يرثي اللجلاج ان أخته :


ناط أمر الضعاف واجتعل اللي     ل كحبل العادية الممدود

[ ص: 159 ] أي جعل يسير الليل كله مستقيما كاستقامة حبل البئر إلى الماء ، والعادية البئر القديمة . وجعله يجعله جعلا : صنعه ، وجعله صيره . قال سيبويه : جعلت متاعك بعضه فوق بعض ألقيته ; وقال مرة : عملته ، والرفع على إقامة الجملة مقام الحال ، وجعل الطين خزفا والقبيح حسنا : صيره إياه . وجعل البصرة بغداد : ظنها إياها . وجعل يفعل كذا : أقبل وأخذ ; أنشد سيبويه :


وقد جعلت نفسي تطيب لضغمة     لضغمهماها يقرع العظم نابها

وقال الزجاج : جعلت زيدا أخاك نسبته إليك . وجعل : عمل وهيأ ، وجعل : خلق . وجعل : قال ; ومنه قوله تعالى : إنا جعلناه قرآنا عربيا ; معناه إنا بيناه قرآنا عربيا ; حكاه الزجاج ، وقيل قلناه ، وقيل صيرناه ; ومن هذا قوله : وجعلني نبيا . وقوله - عز وجل - : وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا . قال الزجاج : الجعل ههنا بمعنى القول والحكم على الشيء كما تقول : قد جعلت زيدا أعلم الناس ، أي : قد وصفته بذلك وحكمت به . ويقال : جعل فلان يصنع كذا وكذا ، كقولك : طفق وعلق يفعل كذا وكذا . ويقال : جعلته أحذق الناس بعمله أي : صيرته . وقوله تعالى : وجعلنا من الماء كل شيء حي ، أي : خلقنا . وإذا قال المخلوق : جعلت هذا الباب من شجرة كذا ، فمعناه صنعته . وقوله - عز وجل - : فجعلهم كعصف مأكول ; أي : صيرهم . وقوله تعالى : وجعلوا لله شركاء أي : هل رأوا غير الله خلق شيئا فاشتبه عليهم خلق الله من خلق غيره ؟ وقوله : وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا ; أي : سموهم . وتجاعلوا الشيء : جعلوه بينهم . وجعل له كذا : شارطه به عليه ، وكذلك جعل للعامل كذا . والجعل والجعال والجعيلة والجعالة والجعالة والجعالة - الكسر والضم - ; عن اللحياني ، كل ذلك : ما جعله له على عمله . والجعالة - بالفتح - : الرشوة ; عن اللحياني أيضا ; وخص مرة بالجعالة ما يجعل للغازي ، وذلك إذا وجب على الإنسان غزو فجعل مكانه رجلا آخر بجعل يشترطه ، وبيت الأسدي :


فأعطيت الجعالة مستميتا     خفيف الحاذ من فتيان جرم

يروى - بكسر الجيم وضمها - ورواه ابن بري :


سيكفيك الجعالة مستميت

شاهدا على الجعالة - بالكسر - . وأجعله جعلا وأجعله له : أعطاه إياه . والجعالة - بالفتح - من الشيء تجعله للإنسان . والجعالة والجعالات : ما يتجاعلونه عند البعوث أو الأمر يحزبهم من السلطان . وفي حديث ابن سيرين : أن ابن عمر ذكروا عنده الجعائل فقال : لا أغزو على أجر ولا أبيع أجري من الجهاد ; قال ابن الأثير : هو جمع جعيلة أو جعالة - بالفتح - . والجعل : الاسم - بالضم - والمصدر - بالفتح - . يقال : جعل لك جعلا وجعلا ، وهو الأجر على الشيء فعلا أو قولا ، قال : والمراد في الحديث أن يكتب الغزو على الرجل فيعطي رجلا آخر شيئا ليخرج مكانه ، أو يدفع المقيم إلى الغازي شيئا فيقيم الغازي ويخرج هو ، وقيل : الجعل والجعالة أن يكتب البعث على الغزاة فيخرج من الأربعة والخمسة رجل واحد ويجعل له جعل . وقال ابن عباس : إن جعله عبدا أو أمة فهو غير طائل ، وإن جعله في كراع أو سلاح فلا بأس ، أي : أن الجعل الذي يعطيه للخارج ، إن كان عبدا أو أمة يختص به فلا عبرة به ، وإن كان يعينه في غزوه بما يحتاج إليه من سلاح أو كراع فلا بأس . والجاعل : المعطي ، والمجتعل : الآخذ . وفي الحديث : أن ابن عمر سئل عن الجعالات ، فقال : إذا أنت أجمعت الغزو فعوضك الله رزقا فلا بأس به ، وأما إن أعطيت دراهم غزوت ، وإن منعت أقمت ، فلا خير فيه . وفي الحديث : جعيلة الغرق سحت ; هو أن يجعل له جعلا ليخرج ما غرق من متاعه ، جعله سحتا لأنه عقد فاسد بالجهالة التي فيه . ويقال : جعلوا لنا جعيلة في بعيرهم فأبينا أن نجتعل منهم أي : نأخذ . وقد جعلت له جعلا على أن يفعل كذا وكذا . والجعال والجعالة والجعالة : ما تنزل به القدر من خرقة أو غيرها ، والجمع جعل مثل كتاب وكتب ; قال طفيل :


فذب عن العشيرة حيث كانت     وكن من دون بيضتها جعالا

وأنشد ابن بري :


ولا تبادر في الشتاء وليدتي     القدر تنزلها بغير جعال

قال : وأما الذي توضع فيه القدر فهو الجئاوة . وأجعل القدر إجعالا : أنزلها بالجعال ، وجعلتها أيضا كذلك . وأجعلت الكلبة والذئبة والأسدة وكل ذات مخلب ، وهي مجعل ، واستجعلت : أحبت السفاد واشتهت الفحل . والجعلة : الفسيلة أو الودية ، وقيل النخلة القصيرة ، وقيل هي الفائتة لليد ، والجمع جعل ; قال :


أقسمت لا يذهب عني بعلها     أو يستوي جثيثها وجعلها

البعل : المستبعل . والجثيثة : الفسيلة . والجعل أيضا من النخل : كالبعل . الأصمعي : الجعل قصار النخل ; قال لبيد :


جعل قصار وعيدان ينوء به     من الكوافر مهضوم ومهتصر

ابن الأعرابي : الجعل القصر مع السمن واللجاج . ابن دريد : الجعول الرأل ولد النعام . والجعل : دابة سوداء من دواب الأرض ، قيل : هو أبو جعران - بفتح الجيم - وجمعه جعلان . وقد جعل الماء - بالكسر - جعلا أي : كثر فيه الجعلان . وماء جعل ومجعل : ماتت فيه الجعلان والخنافس ، وتهافتت فيه . وأرض مجعلة : كثيرة الجعلان . وفي الحديث : كما يدهده الجعل بأنفه ; هو حيوان معروف كالخنفساء ; قال ابن بري : قال أبو حاتم : أبو سلمان أعظم الجعلان ذو رأس عريض ويداه ورأسه كالمآشير ، قال : وقال الهجري : أبو سلمان دويبة مثل الجعل له جناحان . قال كراع : ويقال للجعل أبو وجزة بلغة طيء . ورجل جعل : أسود دميم مشبه بالجعل ، وقيل : هو اللجوج ; لأن الجعل يوصف باللجاجة ، يقال : رجل جعل . وجعل الإنسان : [ ص: 160 ] رقيبه . وفي المثل : سدك بامرئ جعله ; يضرب للرجل يريد الخلاء لطلب الحاجة فيلزمه آخر يمنعه من ذكرها أو عملها ; قال أبو زيد : إنما يضرب هذا مثلا للنذل يصحبه مثله ، وقيل : يقال ذلك عند التنغيص والإفساد ; وأنشد أبو زيد :


إذا أتيت سليمى شب لي جعل     إن الشقي الذي يصلى به الجعل

قاله رجل كان يتحدث إلى امرأة ، فكلما أتاها وقعد عندها صب الله عليه من يقطع حديثهما . وقال ابن بزرج : قالت الأعراب لنا لعبة يلعب بها الصبيان نسميها جبى جعل ، يضع الصبي رأسه على الأرض ثم ينقلب على الظهر ، قال : ولا يجرون جبى جعل إذا أرادوا به اسم رجل ، فإذا قالوا هذا جعل بغير جبى أجروه . والجعول : ولد النعام - يمانية - . وجعيل : اسم رجل . وبنو جعال : حي ، ورأيت حاشية بخط بعض الفضلاء ، قال : ذكر أبو القاسم علي بن حمزة البصري في التنبيهات على المبرد في كتابه الكامل : وجمع جعل على أجعال ، وهو روث الفيل ; قال جرير :


قبح الإله بني خضاف ونسوة     بات الخزير لهن كالأجعال

التالي السابق


الخدمات العلمية