صفحة جزء
[ جنف ]

جنف : الجنف في الزور : دخول أحد شقيه وانهضامه مع اعتدال الآخر . جنف - بالكسر - يجنف جنفا ، فهو جنف وأجنف ، والأنثى جنفاء . ورجل أجنف : في أحد شقيه ميل عن الآخر . والجنف : الميل والجوز ، جنف جنفا ; قال الأغلب العجلي :


غر جنافي جميل الزي



الجنافي : الذي يتجانف في مشيته فيختال فيها . وقال شمر : يقال رجل جنافي - بضم الجيم - مختال فيه ميل ; قال : ولم أسمع جنافيا إلا في بيت الأغلب ، وقيده شمر بخطه - بضم الجيم . وجنف عليه جنفا وأجنف : مال عليه في الحكم والخصومة والقول وغيرها ، وهو من ذلك . وفي التنزيل العزيز : فمن خاف من موص جنفا أو إثما ; قال الليث : الجنف الميل في الكلام ، وفي الأمور كلها . تقول : جنف فلان علينا - بالكسر - وأجنف في حكمه ، وهو شبيه بالحيف إلا أن الحيف من الحاكم خاصة والجنف عام ; قال الأزهري : أما قوله : الحيف من الحاكم خاصة فخطأ ; الحيف يكون من كل من حاف ؛ أي : جار ، ومنه قول بعض التابعين : يرد من حيف الناحل ما يرد من جنف الموصي ، والناحل إذا نحل بعض ولده دون بعض فقد حاف ، وليس بحاكم . وفي حديث عروة : يرد من صدقة الجانف في مرضه ما يرد من وصية المجنف عند موته . يقال : جنف وأجنف إذا مال وجار فجمع بين اللغتين ، وقيل : الجانف يختص بالوصية ، والمجنف المائل عن الحق ; قال الزجاج : فمن خاف من موص جنفا ؛ أي : ميلا أو إثما ؛ أي : قصدا لإثم ; وقول أبي العيال :


ألا درأت الخصم حين رأيتهم     جنفا علي بألسن وعيون

يجوز أن يكون جنفا هنا جمع جانف ، كرائح وروح ، وأن يكون على حذف المضاف كأنه قال : ذوي جنف . وجنف عن طريقه وجنف وتجانف : عدل ، وتجانف إلى الشيء كذلك . وفي التنزيل : فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم ؛ أي : متمايل متعمد ; وقال الأعشى :


تجانف عن جو اليمامة ناقتي     وما عدلت من أهلها لسوائكا

وتجانف لإثم ؛ أي : مال . وفي حديث عمر ، وقد أفطر الناس في رمضان ، ثم ظهرت الشمس فقال : نقضيه ما تجانفنا لإثم ؛ أي : لم نمل فيه لارتكاب إثم . وقال أبو سعيد : يقال لج في جناف قبيح وجناب قبيح إذا لج في مجانبة أهله ; وقول عامر الخصفي :


هم المولى وإن جنفوا علينا     وإنا من لقائهم لزور

قال أبو عبيدة : المولى ههنا في موضع الموالي ؛ أي : بني العم كقوله تعالى : ثم يخرجكم طفلا ; قال ابن بري : وقال لبيد :


إني امرؤ منعت أرومة عامر     ضيمي وقد جنفت علي خصومي

ويقال : أجنف الرجل ؛ أي : جاء بالجنف كما يقال ألام ؛ أي : أتى بما يلام عليه ، وأخس أتى بخسيس ; قال أبو كبير :


ولقد نقيم إذا الخصوم تنافدوا     أحلامهم صعر الخصيم المجنف

ويروى : تناقدوا . ورجل أجنف ؛ أي : منحني الظهر . وذكر أجنف : وهو كالسدل . وقدح أجنف : ضخم ; قال عدي بن الرقاع :


ويكر العبدان بالمحلب الأج     نف فيها حتى يمج السقاء

وجنفى - مقصور - على فعلى - بضم الجيم وفتح النون - : اسم موضع ; حكاه يعقوب . وجنفاء : موضع أيضا ; حكاه سيبويه ; وأنشد لزياد بن سيار الفزاري :


رحلت إليك من جنفاء حتى     أنخت حيال بيتك بالمطالي

وفي حديث غزوة خيبر ذكر جنفاء ; هي - بفتح الجيم وسكون النون - والمد ماء من مياه بني فزارة .

التالي السابق


الخدمات العلمية