صفحة جزء
[ جهم ]

جهم : الجهم والجهيم من الوجوه : الغليظ المجتمع في سماجة ، وقد جهم جهومة وجهامة . وجهمه يجهمه : استقبله بوجه كريه ; قال عمرو بن الفضفاض الجهني :


ولا تجهمينا أم عمرو فإنما بنا داء ظبي لم تخنه عوامله

داء ظبي : أنه إذا أراد أن يثب مكث ساعة ثم وثب ، وقيل : أراد أنه ليس بنا داء كما أن الظبي ليس به داء ; قال أبو عبيد : وهذا أحب إلي : وتجهمه وتجهم له : كجهمه إذا استقبله بوجه كريه . وفي حديث الدعاء : إلى من تكلني ، إلى عدو يتجهمني ؛ أي : يلقاني بالغلظة والوجه الكريه . وفي الحديث : فتجهمني القوم . ورجل جهم الوجه ؛ أي : كالح الوجه ، تقول منه : جهمت الرجل وتجهمته إذا كلحت في وجهه . وقد جهم - بالضم - جهومة إذا صار باسر الوجه . ورجل جهم الوجه وجهمه : غليظه ، وفيه جهومة . ويقال للأسد : جهم الوجه . وجهم الركب : غلظ . ورجل جهم وجهم وجهوم : عاجز ضعيف ; قال :


وبلدة تجهم الجهوما     زجرت فيها عيهلا رسوما

تجهم الجهوما ؛ أي : تستقبله بما يكره . والجهمة والجهمة : أول مآخير الليل ، وقيل : هي بقية سواد من آخره . ابن السكيت : جهمة الليل وجهمته - بالفتح والضم - وهو أول مآخير الليل ، وذلك ما بين الليل إلى قريب من وقت السحر ; وأنشد :


قد أغتدي لفتية أنجاب     وجهمة الليل إلى ذهاب

وقال الأسود بن يعفر :


وقهوة صهباء باكرتها     بجهمة والديك لم ينعب

أبو عبيد : مضى من الليل جهمة وجهمة . والجهمة : القدر الضخمة ; قال الأفوه :


ومذانب ما تستعار وجهمة     سوداء عند نشيجها لا ترفع

والجهام - بالفتح - : السحاب الذي لا ماء فيه ، وقيل : الذي قد هراق ماءه مع الريح . وفي حديث طهفة : ونستحيل الجهام ; الجهام : السحاب الذي فرغ ماؤه ، ومن روى نستخيل - بالخاء المعجمة - أراد نتخيل في السحاب ، خالا ؛ أي : المطر ، وإن كان جهاما لشدة حاجتنا إليه ، ومن رواه بالحاء أراد لا ننظر من السحاب في حال إلا إلى جهام من قلة المطر ; ومنه قول كعب بن أسد لحيي بن أخطب : جئتني بجهام ؛ أي : الذي تعرضه علي من الدين لا خير فيه كالجهام الذي لا ماء فيه . وأبو جهمة الليثي : معروف ; حكاه ثعلب . وجهيم وجيهم : اسمان . وجهيمة : امرأة ; قال :


فيا رب عمر لي جهيمة أعصرا !     فمالك موت بالفراق دهاني

وبنو جاهمة : بطن منهم . وجيهم : موضع بالغور كثير الجن ; وأنشد :


أحاديث جن زرن جنا بجيهما



التالي السابق


الخدمات العلمية