صفحة جزء
[ جور ]

جور : الجور : نقيض العدل ، جار يجور جورا . وقوم جورة وجارة ؛ أي : ظلمة . والجور : ضد القصد . والجور : ترك القصد في السير ، والفعل : جار يجور ، وكل ما مال ، فقد جار . وجار عن الطريق : عدل . والجور : الميل عن القصد . وجار عليه في الحكم وجوره تجويرا : نسبه إلى الجور ; وقول أبي ذؤيب :


فإن التي فينا زعمت ومثلها لفيك ولكني أراك تجورها

إنما أراد : تجور عنها فحذف وعدى ، وأجار غيره ; قال عمرو بن عجلان :


وقولا لها ليس الطريق أجارنا     ولكننا جرنا لنلقاكم عمدا

وطريق جور : جائر ، وصف بالمصدر . وفي حديث ميقات الحج : وهو جور عن طريقنا ; أي : مائل عنه ليس على جادته ، من : جار يجور ، إذا مال وضل ; ومنه الحديث : حتى يسير الراكب بين النطفتين لا يخشى إلا جورا ; أي : ضلالا عن الطريق ; قال ابن الأثير : هكذا روى الأزهري ، وشرح : وفي رواية لا يخشى جورا ، بحذف إلا ، فإن صح فيكون الجور بمعنى الظلم . وقوله تعالى : ومنها جائر ; فسره ثعلب فقال : يعني اليهود والنصارى . والجوار : المجاورة والجار الذي يجاورك . وجاور الرجل مجاورة وجوارا وجوارا ، والكسر أفصح : ساكنه . وإنه لحسن الجيرة : لحال من الجوار وضرب منه . وجاور بني فلان وفيهم مجاورة وجوارا : تحرم بجوارهم ، وهو من ذلك ، والاسم الجوار والجوار . وفي حديث أم زرع : ملء كسائها ، وغيظ جارتها ; الجارة : الضرة من المجاورة بينهما ؛ أي : أنها ترى حسنها فتغيظها بذلك . ومنه الحديث : كنت بين جارتين لي ; أي : امرأتين ضرتين . وحديث عمر قال لحفصة : لا يغرك أن كانت جارتك هي أوسم وأحب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منك ; يعني عائشة ; واذهب في جوار الله . وجارك : الذي يجاورك ، والجمع أجوار وجيرة وجيران ، ولا نظير له إلا قاع وأقواع وقيعان وقيعة ; وأنشد :


ورسم دار دارس الأجوار

وتجاوروا واجتوروا بمعنى واحد : جاور بعضهم بعضا ; أصحوا " اجتوروا " إذا كانت في معنى تجاوروا ، فجعلوا ترك الإعلال دليلا على أنه في معنى ما لا بد من صحته ، وهو تجاوروا . قال سيبويه : اجتوروا تجاورا وتجاوروا اجتوارا ، وضعوا كل واحد من المصدرين موضع صاحبه ، لتساوي الفعلين في المعنى وكثرة دخول كل واحد من البناءين على صاحبه ; قال الجوهري : إنما صحت الواو في اجتوروا ; لأنه في معنى ما لا بد له من أن يخرج على الأصل لسكون ما قبله ، وهو تجاوروا ، فبني عليه ، ولو لم يكن معناهما واحدا لاعتلت ; وقد جاء : اجتاروا معلا ; قال مليح الهذلي :


كدلخ الشرب المجتار زينه     حمل عثاكيل فهو الواثن الركد

التهذيب : عن ابن الأعرابي : الجار الذي يجاورك بيت بيت . والجار [ ص: 237 ] النفيح : هو الغريب . والجار : الشريك في العقار . والجار : المقاسم . والجار : الحليف . والجار : الناصر . والجار : الشريك في التجارة ، فوضى كانت الشركة أو عنانا . والجارة : امرأة الرجل ، وهو جارها . والجار : فرج المرأة . والجارة : الطبيجة ، وهي الاست . والجار : ما قرب من المنازل من الساحل . والجار : الصنارة السيء الجوار . والجار : الدمث الحسن الجوار . والجار : اليربوعي . والجار : المنافق . والجار : البراقشي المتلون في أفعاله . والجار : الحسدلي الذي عينه تراك وقلبه يرعاك . قال الأزهري : لما كان الجار في كلام العرب محتملا لجميع المعاني التي ذكرها ابن الأعرابي لم يجز أن يفسر قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : الجار أحق بصقبه ، أنه الجار الملاصق إلا بدلالة تدل عليه ، فوجب طلب الدلالة على ما أريد به ، فقامت الدلالة في سنن أخرى مفسرة أن المراد بالجار الشريك الذي لم يقاسم ، ولا يجوز أن يجعل المقاسم مثل الشريك . وقوله - عز وجل - : والجار ذي القربى والجار الجنب ; فالجار ذو القربى هو نسيبك النازل معك في الحواء ويكون نازلا في بلدة وأنت في أخرى فله حرمة جوار القرابة ، والجار الجنب أن لا يكون له مناسبا فيجيء إليه ويسأله أن يجيره ؛ أي : يمنعه فينزل معه ، فهذا الجار الجنب له حرمة نزوله في جواره ومنعته وركونه إلى أمانه وعهده . والمرأة جارة زوجها ; لأنه مؤتمر عليها ، وأمرنا أن نحسن إليها وأن لا نعتدي عليها ; لأنها تمسكت بعقد حرمة الصهر ، وصار زوجها جارها ; لأنه يجيرها ويمنعها ولا يعتدي عليها ; وقد سمى الأعشى في الجاهلية امرأته جارة فقال :


أيا جارتا بيني فإنك طالقه     وموموقة ما دمت فينا ووامقه

وهذا البيت ذكره الجوهري ، وصدره :


أجارتنا بيني فإنك طالقه

قال ابن بري : المشهور في الرواية :


أيا جارتا بيني فإنك طالقه     كذاك أمور الناس غاد وطارقه

ابن سيده : وجارة الرجل امرأته ، وقيل : هواه ; وقال الأعشى :


يا جارتا ما أنت جاره     بانت لتحزننا عفاره

وجاورت في بني هلال إذا جاورتهم . وأجار الرجل إجارة وجارة ; الأخيرة عن كراع : خفره . واستجاره : سأله أن يجيره . وفي التنزيل العزيز : وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ; قال الزجاج : المعنى إن طلب منك أحد من أهل الحرب أن تجيره من القتل إلى أن يسمع كلام الله فأجره ؛ أي : أمنه ، وعرفه ما يجب عليه أن يعرفه من أمر الله تعالى الذي يتبين به الإسلام ، ثم أبلغه مأمنه لئلا يصاب بسوء قبل انتهائه إلى مأمنه . ويقال للذي يستجير بك : جار ، وللذي يجير : جار . والجار : الذي أجرته من أن يظلمه ظالم ; قال الهذلي :


وكنت إذا جاري دعا لمضوفة     أشمر حتى ينصف الساق مئزري

وجارك : المستجير بك . وهم جارة من ذلك الأمر ; حكاه ثعلب ؛ أي : مجيرون ; قال ابن سيده : ولا أدري كيف ذلك إلا أن يكون على توهم طرح الزائد حتى يكون الواحد كأنه جائر ثم يكسر على فعلة ، وإلا فلا وجه له . أبو الهيثم : الجار والمجير والمعيذ واحد . ومن عاذ بالله ؛ أي : استجار به أجاره الله ، ومن أجاره الله لم يوصل إليه ، وهو سبحانه وتعالى يجير ولا يجار عليه ؛ أي : يعيذ . وقال الله تعالى لنبيه : قل إني لن يجيرني من الله أحد ; أي : لن يمنعني من الله أحد . والجار والمجير : هو الذي يمنعك ويجيرك . واستجاره من فلان فأجاره منه . وأجاره الله من العذاب : أنقذه . وفي الحديث : ويجير عليهم أدناهم ؛ أي : إذا أجار واحد من المسلمين حر أو عبد أو امرأة ، واحدا أو جماعة من الكفار وخفرهم وأمنهم ، جاز ذلك على جميع المسلمين لا ينقض عليه جواره وأمانه ; ومنه حديث الدعاء : كما تجير بين البحور ; أي : تفصل بينها ، وتمنع أحدها من الاختلاط بالآخر والبغي عليه . وفي حديث القسامة : أحب أن تجير ابني هذا برجل من الخمسين ؛ أي : تؤمنه منها ، ولا تستحلفه وتحول بينه وبينها ، وبعضهم يرويه بالزاي ؛ أي : تأذن له في ترك اليمين وتجيزه . التهذيب : وأما قوله - عز وجل - : وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم ; قال الفراء : هذا إبليس تمثل في صورة رجل من بني كنانة ; قال وقوله : وإني جار لكم ; يريد أجيركم ؛ أي : إني مجيركم ومعيذكم من قومي بني كنانة فلا يعرضون لكم ، وأن يكونوا معكم على محمد - صلى الله عليه وسلم - فلما عاين إبليس الملائكة عرفهم فنكص هاربا ، فقال له الحارث ابن هشام : أفرارا من غير قتال ؟ فقال : إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب . قال : وكان سيد العشيرة إذا أجار عليها إنسانا لم يخفروه . وجوار الدار : طوارها . وجور البناء والخباء وغيرهما : صرعه وقلبه ; قال عروة بن الورد :


قليل التماس الزاد إلا لنفسه     إذا هو أضحى كالعريش المجور

وتجور هو : تهدم . وضربه ضربة تجور منها ؛ أي : سقط . وتجور على فراشه : اضطجع . وضربه فجوره ؛ أي : صرعه مثل كوره فتجور ; وقال رجل من ربيعة الجوع :


فقلما طارد حتى أغدرا     وسط الغبار خربا مجورا

وقول الأعلم الهذلي يصف رحم امرأة هجاها :


متغضف كالجفر باكره     ورد الجميع بجائر ضخم

قال السكري : عنى بالجائر العظيم من الدلاء . والجوار : الماء الكثير ; قال القطامي يصف سفينة نوح - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - :


ولولا الله جار بها الجوار

أي : الماء الكثير . وغيث جور : غزير كثير المطر ، مأخوذ من هذا ، ورواه الأصمعي : جؤر له صوت ; قال [ جندل بن المثنى ] :

[ ص: 238 ]

لا تسقه صيب عزاف جؤر

ويروى غراف . الجوهري : وغيث جور مثال هجف ؛ أي : شديد صوت الرعد ، وبازل جور ; قال الراجز :


زوجك يا ذات الثنايا الغر     أعيا فنطناه مناط الجر
دوين عكمي بازل جور     ثم شددنا فوقه بمر

والجور : الصلب الشديد . وبعير جور ؛ أي : ضخم ; وأنشد :


بين خشاشي بازل جور

والجوار : الأكار . التهذيب : الجوار الذي يعمل لك في كرم أو بستان أكارا . والمجاورة : الاعتكاف في المسجد . وفي الحديث : أنه كان يجاور بحراء ، وكان يجاور في العشر الأواخر من رمضان ؛ أي : يعتكف . وفي حديث عطاء : وسئل عن المجاور يذهب للخلاء يعني المعتكف . فأما المجاورة بمكة والمدينة فيراد بها المقام مطلقا غير ملتزم بشرائط الاعتكاف الشرعي . والإجارة في قول الخليل : أن تكون القافية طاء والأخرى دالا ونحو ذلك ، وغيره يسميه الإكفاء . وفي المصنف : الإجازة - بالزاي - وقد ذكر في " أجز " . ابن الأعرابي : جرجر إذا أمرته بالاستعداد للعدو . والجار : موضع بساحل عمان . وفي الحديث ذكر الجار هو - بتخفيف الراء - مدينة على ساحل البحر بينها وبين مدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم - يوم وليلة . وجيران : موضع ; قال الراعي :


كأنها ناشط حم قوائمه     من وحش جيران بين القف والضفر

وجور : مدينة ، لم تصرف لمكان العجمة . الصحاح : جور اسم بلد يذكر ويؤنث .

التالي السابق


الخدمات العلمية