صفحة جزء
[ جيأ ]

جيأ : المجيء : الإتيان . جاء جيئا ومجيئا . وحكى سيبويه عن بعض العرب : هو يجيك ، بحذف الهمزة . وجاء يجيء جيئة ، وهو من بناء المرة الواحدة إلا أنه وضع موضع المصدر ، مثل الرجفة والرحمة . والاسم الجيئة على فعلة - بكسر الجيم - وتقول : جئت مجيئا حسنا ، وهو شاذ ; لأن المصدر من : فعل يفعل مفعل - بفتح العين - وقد شذت منه حروف فجاءت على مفعل كالمجيء والمحيض والمكيل والمصير .

وأجأته ؛ أي : جئت به . وجايأني على فاعلني ، وجاءاني فجئته أجيئه ؛ أي : غالبني بكثرة المجيء فغلبته . قال ابن بري : صوابه " جايأني " ; قال : ولا يجوز ما ذكره إلا على القلب . وجاء به ، وأجاءه ، وإنه لجياء بخير ، وجثاء ، الأخيرة نادرة . وحكى ابن جني - رحمه الله - : جائي على وجه الشذوذ . وجايا : لغة في جاءا ، وهو من البدلي . ابن الأعرابي : جايأني الرجل من قرب ؛ أي : قابلني ومر بي ، مجايأة ؛ أي : مقابلة ; قال الأزهري : هو من : جئته مجيئا ومجيئة : فأنا جاء . أبو زيد : جايأت فلانا : إذا وافقت مجيئه . ويقال : لو قد جاوزت هذا المكان لجايأت الغيث مجايأة وجياء ؛ أي : وافقته . وتقول : الحمد لله الذي جاء بك ؛ أي : الحمد لله إذ جئت ، ولا تقل الحمد لله الذي جئت . قال ابن بري : الصحيح ما وجدته بخط الجوهري في كتابه عند هذا الموضع ، وهو : الحمد لله الذي جاء بك ، والحمد لله إذ جئت ، هكذا بالواو في قوله : والحمد لله إذ جئت ، عوضا من قوله : أي : الحمد لله إذ جئت ; قال : ويقوي صحة هذا قول ابن السكيت ، تقول : الحمد لله إذ كان كذا وكذا ، ولا تقل : الحمد لله الذي كان كذا ، وكذا حتى تقول به أو منه أو عنه . وإنه لحسن الجيئة ؛ أي : الحالة التي يجيء عليها . وأجاءه إلى الشيء : جاء به وألجأه واضطره إليه ; قال زهير بن أبي سلمى :


وجار سار معتمدا إليكم أجاءته المخافة والرجاء

قال الفراء : أصله من " جئت " ، وقد جعلته العرب إلجاء . وفي المثل : شر ما أجاءك إلى مخة العرقوب ، وشر ما يجيئك إلى مخة عرقوب ، قال الأصمعي : وذلك أن العرقوب لا مخ فيه ، وإنما يحوج إليه من لا يقدر على شيء ; ومنهم من يقول : شر ما ألجأك ، والمعنى واحد ، وتميم تقول : شر ما أشاءك ; قال الشاعر :


وشددنا شدة صادقة     فأجاءتكم إلى سفح الجبل

[ ص: 249 ] وما جاءت حاجتك ؛ أي : ما صارت . قال سيبويه : أدخل التأنيث على ما حيث كانت الحاجة ; كما قالوا : من كانت أمك ، حيث أوقعوا " من " على مؤنث ، وإنما صير " جاء " بمنزلة كان في هذا الحرف ; لأنه بمنزلة المثل ، كما جعلوا " عسى " بمنزلة كان في قولهم : عسى الغوير أبؤسا ، ولا تقول : عسيت أخانا . والجئاوة والجياء والجياءة : وعاء توضع في القدر ، وقيل هي كل ما وضعت فيه من خصفة أو جلد أو غيره ; وقال الأحمر : هي الجواء والجياء ; وفي حديث علي : لأن أطلي بجواء قدر أحب إلي من أن أطلي بزعفران . قال : وجمع الجئاء أجئية ، وجمع الجواء أجوية . الفراء : جأوت البرمة : رقعتها ، وكذلك النعل . الليث : جياوة : اسم حي من قيس قد درجوا ولا يعرفون . وجيأت القربة : خطتها . قال الشاعر :


تخرق ثفرها أيام خلت     على عجل فجيب بها أديم
فجيأها النساء فخان منها     كبعثاة ورادعة ردوم

ابن السكيت : امرأة مجيأة : إذا أفضيت ، فإذا جومعت أحدثت .

ورجل مجيأ : إذا جامع سلح . وقال الفراء في قول الله : فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة ; هو من جئت كما تقول : فجاء بها المخاض ، فلما ألقيت الباء جعل في الفعل ألف ، كما تقول : آتيتك زيدا ، تريد : أتيتك بزيد . والجايئة : مدة الجرح والخراج ، وما اجتمع فيه من المدة والقيح ; يقال : جاءت جايئة الجراح . والجئة والجيئة : حفرة في الهبطة يجتمع فيها الماء ، والأعرف : الجية ، من الجوى الذي هو فساد الجوف ; لأن الماء يأجن هناك فيتغير ، والجمع جيء . وفي التهذيب : الجيأة : مجتمع ماء في هبطة حوالي الحصون ، وقيل : الجيأة : الموضع الذي يجتمع فيه الماء ; وقال أبو زيد : الجيأة : الحفرة العظيمة يجتمع فيها ماء المطر وتشرع الناس فيه حشوشهم ; قال الكميت :


ضفادع جيأة حسبت أضاة     منضبة ستمنعها وطينا

وجيئة البطن : أسفل من السرة إلى العانة . والجيئة : قطعة يرقع بها النعل ، وقيل : هي سير يخاط به . وقد أجاءها . والجيء والجيء : الدعاء إلى الطعام والشراب ، وهو أيضا دعاء الإبل إلى الماء ; قال معاذ الهراء :


وما كان على الجيء     ولا الهيء امتداحيكا

وقولهم : لو كان ذلك في الهيء والجيء ما نفعه ; قال أبو عمرو : الهيء : الطعام والجيء : الشراب . وقال الأموي : هما اسمان من قولهم : جأجأت بالإبل إذا دعوتها للشرب ، وهأهأت بها : إذا دعوتها للعلف .

التالي السابق


الخدمات العلمية